آخرُ المواضيع

نصرة الدِّين من بعض الضالين والمبتدعة

 


 
 
 
 

 نصرة الدِّين من بعض الضالين والمبتدعة

 

 ❍ المسألة: 

 

💬 هل يمكن أن ينصرالله الإسلام ويظهر الحق في بعض المسائل الشرعية أو قضايا الأمة السياسية كالفتوحات ودفع الظلم عن المستضعفين، عن طريق بعض الضالين و المبتدعة ببدع كفرية أو ما دونها؟

← قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِنَّ اللَّهَ لَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِر»ِ. رواه البخاري

 

 

 ❍  جوابها: 

 

- بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلَاَةُ وَالسَّلَاَمُ عَلَى أَشْرَفِ الْمُرْسَلِينَ، نَبِيَّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ، وَعَلَى آله وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، أَمَّا بَعْدُ:

◉ أولا: تنبيه مهم؛

- الأصل في تجديد الدين ونصرته من أهل السنة ولاسيما زمن انتشار السنة في القرون الثلاثة وما شابهها. ولا يعني أن التجديد يتفرد به فرد واحد بل يدخل في عموم لفظ الحديث مجموع أفراد يجدد الله بهم الملة؛ ويدخل في الحديث كل من يساهم في ذلك من مجموع علماء السنة وحكام وسلاطين ينشرون السنة، وأغنياء بمالهم ومجاهدين بجهادهم وغير ذلك.

 

- والحديث يدل وكذلك الواقع يشد بأن بعض الضالين والمبتدعة ببدع كفرية وما دونها من علماء ضلال أو حكام أو من يوصفون بالمجاهدين قد يسخرهم الله لنصر الدين في بعض المسائل والقضايا العامة للأمة.

• وهذه رواية الحديث في عصور الرواية وكذاك كتب الحديث والآثار جمع بعضها أهل البدع المغلظة كالبيهقي والسيوطي ''الجهميين''.

”وفتح بيت المقدس وإعادته للمسلمين من قبل دولة الأيوبيين الأشعرية الجهمية -وإن كانت أشعريتهم وتجهمهم آن ذاك أقل شرا من الأشاعرة الجهمية في القرون المتأخرة-“

←  أَخْرَجَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ في "جامع بيان العلم" (1871)؛ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- كَانَ يَقُولُ فِي مَجْلِسِهِ كُلَّ يَوْمٍ، قَلَّ مَا يُخْطِئُهُ أَنْ يَقُولَ ذَلِكَ:َ«..،وَإِيَّاكَ وَزَيْغَةَ الْحَكِيمِ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَتَكَلَّمُ عَلَى لِسَانِ الْحَكِيمِ بِكَلِمَةِ الضَّلَالَةِ، وَإِنَّ الْمُنَافِقَ قَدْ يَقُولُ كَلِمَةَ الْحَقِّ فَتَلَقَّوَا الْحَقَّ عَمَّنْ جَاءَ بِهِ؛ فَإِنَّ عَلَى الْحَقِّ نُورًا قَالُوا: وَكَيْفَ زَيْغَةُ الْحَكِيمِ؟ قَالَ: هِيَ الْكَلِمَةُ تُرَوِّعُكُمْ وَتُنْكِرُونَهَا وَتَقُولُونَ: مَا هَذِهِ؟ فَاحْذَرُوا زَيْغَتَهُ وَلَا يَصُدَّنَّكُمْ عَنْهُ، فَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يَفِيءَ وَأَنْ يُرَاجِعَ الْحَقَّ،..»؛ وهو عند أبي داود في السنن بلفظ مقارب. 

 

 

 وصلّى الله وسلّم وبارك على محمّد وآله وصحبه أجمعين