آخرُ المواضيع

رُجوعُ أَبِي ثَوْرٍ في حديثِ الصُّورَة

 


 
رُجوعُ أَبِي ثَوْرٍ في حديثِ الصُّورَة
 
 
 ❍ السؤال:
 
 
💬  هَل ''أَبُو ثَوْر'' جَهَّمَهُ السَّلَفُ لقَولهِ في ''صُورَةِ الرَّحْمَن'' أنَّها على صُورَةِ ''آدَمَ''؟
 
 
 ❍ الجواب:
 
 بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلَاَةُ وَالسَّلَاَمُ عَلَى أَشْرَفِ الْمُرْسَلِينَ، نَبِيَّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ، وَعَلَى آله وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، أَمَّا بَعْدُ:
 
ج/- إِبْرَاهِيمُ بْن خَالِد بْن أَبِي اليَمَان أَبُو ثَوْر الْكَلْبِيِّ صَاحِبُ الإمام الشَّافعيّ، و''أَبُو ثَوْرٍ'' لَقَبٌ لهُ وأمَّا كُنْيَتُه فإنّهَا ''أَبُو عَبْدِ اللَّهِ''، وكانَ في أوَّلِ أمرِهِ على مَذْهَبِ أَهلِ الرَّأيِ ثُمّ لمَّا نَزلَ الإمامُ الشَّافعيُّ العراقَ تَرَكَ ذلكَ المَذْهَبَ الرَّدِيءَ بعد اخْتِلَافِه إليه(۱)، وقد زَلَّ -رحِمهُ الله- في ''حَدِيثِ الصُّورَة'' فَجَهَّمَهُ السَّلَفُ.
 
وذلكَ أنَّ السَّلَفَ جميعًا يَقولونَ إنّ الضَّمِيرَ في ''حَدِيث الصُّورَة''؛ حَديثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ''خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ، . .''(۲)، (عَلَى صُورَتِه) هَذِهِ يَقُولُون "على صُورَة الرَّبِّ جَلَّ وعَلَا"، وصَحَّحُوا الزِّيادَةَ الَّتي جاءَتْ فيهِ فإنَّ هذا الحَديثَ رُوِيَ بِلَفْظٍ آخَرَ ''خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَةِ الرَّحْمَن'' هذهِ الزِّيادَةَ (عَلَى صُورَة الرَّحْمَن) صَحَّحَهَا الإمامُ أحمَد وإسحاق(۳)، وقالَ إِسْحَاقُ ''ﻭَﻻَﻳَﺪَﻋُﻪُ ﺇِﻻَﻣُﺒْﺘَـﺪِﻉٌ ﺃﻭﺿَﻌِﻴﻒُ ﺍﻟﺮَّﺃﻱ''(٤)، وكذلك صَحَّحَهَا الحُمَيْدِيُّ(٥).
 
• وطَعَنُوا في مَنْ جَعَلَ الضَّمِيرَ عائدًا على ''آدَمَ'' وجَهَّمُوهُ ووَصَفوهُ بالبِدْعَةِ، وكان ''أَبُو ثَوْرٍ'' يقولُ بهذا كان يُرْجِعُ الضَّمِيرَ على ''آدَم''، فَجَهَّمَهُ السَّلَف وطَعَن فيهِ الإمامُ أحمَد طَعْنًا شديدًا وهكذا طَعَنَ فيهِ عَبْدُ الْوَهَّابِ الوَرَّاق(٦).
 
- ثُمَّ إنَّ ''أَبَا ثَوْرٍ'' قد ثَبَتَ رُجُوعُهُ عَنْ هذا الكُفْرِ وعن هذا التَّجَهُّمِ، وقد صَلَّى عليهِ الإمامُ عَبْدُ اللَّهِ بنُ الإمامِ أحمَد؛ كما رَوَى الخَطِيبُ في تارِيخِهِ (3053): قَال عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل: «انْصَرَفْتُ مِنْ جِنَازَةِ أَبِي ثَوْرٍ، فَقَالَ لِي أَبِي: أَيْنَ كُنْتَ؟ قُلْتُ: فِي جِنَازَةِ أَبِي ثَوْرٍ، فَقَالَ: رَحِمَهُ اللَّهُ إنَّهُ كَانَ فَقِيهًا»(٧).
 
 ”الإمامُ أحمَد تَرَحَّمَ عليهِ وصَلَّى عليهِ ولَدُهُ الإمامُ عَبْدُ اللَّهِ، هذا يَدُلُّ على رُجُوعِهِ في ''حديثِ الصُّورَة''، وإلَّا فإنَّ الإمامَ أَحْمَد لا يَتَرَحّمُ على الجَهْمِيَّةِ بل يُكَفِّرُهُم ويُكَفِّرُ مَنْ لَا يُكَفِّرُهُم، وهكذَا ابْنُهُ -رَحِمهُ اللهُ-؛ هذهِ هيَ السُّنَّةُ المَاضِيَة
 
• أمَّا وُقوعُهُ في أوَّلِ الأمْرِ فقد ثَبَتَ أنَّهُ وَقَعَ وزَلّ وجَهَّمَهُ السَّلَفُ وبَدَّعُوهُ وهَجَرُوهُ وَتَرَكُوهُ وَتَرَكُوا رَأْيَهُ، ثمَّ لمَّا رَجَعَ كان رُجوعُهُ عِنْدَهُم مَحْمُودًا فتَرَّحَمُوا عليه وأَثْنَوْا عليهِ خَيْرًا، إلا بَعْضَ المَسَائِلِ الَّتي شَذَّ فيها وليسَ هذا مَحَلَّ بَحْثِها وإنَّمَا أَرَدْتُ الجَوَابَ عَنْ أَصْلِ السُؤَالِ.
 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
۱- تهذيب الكمال في أسماء الرجال [رقم 169 (ج2 ص 80)].
 
۲- أخرجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ برقم (6227)، ومُسْلِمٌ (2841)، وأبي عاصم في السنة (517) (516)، وﻋﺒﺪﺍﷲ ﺑﻦ أحمد في السنة (496)، ﻭﺍﻵﺟﺮﻱ في ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ (721)، والطبراني في الكبير (13580)، والدار قطني في الصفات (50)، ﻭﺍﺑﻦ ﺑﻄﺔ في ﺍﻹﺑﺎﻧﺔ (186)..وغيرهم.
 
۳- قَالَ عَبْدُ اللَّه ابْنُ أَحْمَدَ في السنة (498) (1076): حَدَّثَنِي أَبُو مَعْمَرٍ، نا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تُقَبِّحُوا الْوَجْهَ فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَةِ الرَّحْمَنِ».
 
- ﻭﻗَﺎﻝَ ﺍﻟﻜَﻮْﺳَﺞُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ ﺍﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻳﻘﻮﻝُ: ﻫﺬﺍ الْحَدِيثُ ﺻَﺤِﻴﺢٌ.
 
- ﻗﺎﻝ ﺣَﺮﺏٌ ﺍﻟﻜﺮﻣﺎنيُّ فِي ﻛﺘﺎﺏِ ﺍﻟﺴُّﻨَّﺔ سَمِعْتُ ﺇﺳﺤﺎﻕَ ﺑـﻦ رَاهْوَيْه ﻳﻘﻮﻝُ: "ﺻَﺢَّ ﺃَﻥَّ ﺍﷲَ ﺧَﻠَﻖَ ﺁﺩﻡَ ﻋَﻠَﻰ ﺻُﻮﺭَﺓِ ﺍﻟﺮَّحمَنِ"، ﻭﻗﺎﻝَ: ''ﺻَﺤِﻴﺢٌ ﻭَﻻَﻳَﺪَﻋُﻪُ ﺇِﻻَﻣُﺒْﺘَـﺪِﻉٌ ﺃَﻭﺿَﻌِﻴﻒُ ﺍﻟﺮَّﺃﻱِ''.
 
- قَالَ أَبُو إسحاق: وَهَذَا الْحَدِيثُ يُذْكَر عَنْ إِسْحَاقَ بْن رَاهْوَيْه: ''أَنَّهُ صَحِيحٌ مَرْفُوعٌ''. [طبقات الحنابلة| ﺗﺮجمة ﺃبي ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺍﺑﻦ ﺷﺎﻗﻼ (ﺕ ٩٦٣ ﻫـ)].
 
← أَخَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الآجرِيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- في الشريعة (697)، وَاِبْنُ بَطَّة فِي الْإِبَانَةِ (197): عن إِسْحَاق بْن مَنْصُورٍ الْكَوْسَجُ قَالَ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ يَعْنِي ابْنَ حَنْبَلٍ: ''يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَخِيرِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، أَلَيْسَ تَقُولُ بِهَذِهِ الْأَحَادِيثِ؟ وَيَرَاهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ يَعْنِي رَبَّهُمْ عَزَّ وَجَلَّ؟ وَلَا تُقَبِّحُوا الْوَجْهَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ، وَاشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى وَضَعَ فِيهَا قَدَمَهُ، وَإِنَّ مُوسَى لَطَمَ مَلَكَ الْمَوْتِ''، قَالَ أَحْمَدُ: «كُلُّ هَذَا صَحِيحٌ»، قَالَ إِسْحَاقُ: «هَذَا صَحِيحٌ، وَلَا يَدْفَعُهُ إِلَّا مُبْتَدِعٌ أَوْ ضَعِيفُ الرَّأْيِ».
 
- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الآجرِيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- في الشريعة (726): حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ كُرْدِيٍّ قَالَ: نا أَبُو بَكْرٍ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنِ الْأَحَادِيثِ الَّتِي يَرُدُّهَا الْجَهْمِيَّةُ فِي الصِّفَاتِ وَالْإِسْرَاءِ وَالرُّؤْيَةِ وَقِصَّةِ الْعَرْشِ؟ فَصَحَّحَهَا وَقَالَ: «قَدْ تَلَقَّتْهَا الْعُلَمَاءُ بِالْقَبُولِ، تُسَلَّمُ الْأَخْبَارُ كَمَا جَاءَتْ».
 
 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْمَرْوَزِيُّ: «وَأَرْسَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعُثْمَانُ ابْنَا أَبِي شَيْبَةَ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ يَسْتَأْذِنَانِهِ أَنْ يُحَدِّثَا بِهَذِهِ الْأَحَادِيثِ الَّتِي تَرُدُّهَا الْجَهْمِيَّةُ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: ''حَدِّثُوا بِهَا، قَدْ تَلَقَّتْهَا الْعُلَمَاءُ بِالْقَبُول''، وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: ''تُسَلَّمُ الْأَخْبَارُ كَمَا جَاءَتْ''».
 
- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللَّهُ: «سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيَّ رَحِمَهُ اللَّهُ وَقَدْ سُئِلَ عَنْ مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ، فَذَكَرَ مِثْلَ مَا قِيلَ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: نُؤْمِنُ بِهَذِهِ الْأَخْبَارِ الَّتِي جَاءَتْ، كَمَا جَاءَتْ، وَنُؤْمِنُ بِهَا إِيمَانًا، وَلَا نَقُولُ: كَيْفَ؟ وَلَكِنْ نَنْتَهِي فِي ذَلِكَ إِلَى حَيْثُ انْتُهِيَ لَنَا، فَنَقُولُ مِنْ ذَلِكَ مَا جَاءَتْ بِهِ الْأَخْبَارُ كَمَا جَاءَتْ».
 
← قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الآجرِيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- في الشريعة (725): هَذِهِ مِنَ السُّنَنِ الَّتِي يَجِبُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ الْإِيمَانُ بِهَا، وَلَا يُقَالُ فِيهَا: كَيْفَ؟ وَلِمَ؟ بَلْ تُسْتَقْبَلُ بِالتَّسْلِيمِ وَالتَّصْدِيقِ، وَتَرْكِ النَّظَرِ، كَمَا قَالَ مَنْ تَقَدَّمَ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ''.
 
٤- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الآجرِيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- في الشريعة (697): قَالَ إِسْحَاقُ: «هَذَا صَحِيحٌ، وَلَا يَدْفَعُهُ إِلَّا مُبْتَدِعٌ أَوْ ضَعِيفُ الرَّأْيِ».
 
٥- قَالَ عَبْدُ اللَّه ابْنُ أَحْمَدَ في السنة حَدَّثَنِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ (496)، نا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا ضَرَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ».
 
- وقال رَحِمَهُ اللَّهُ (497): حَدَّثَنِي أَبِي، سَمِعْتُ الْحُمَيْدِيَّ، وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ بِهَذَا الْحَدِيثِ وَيَقُولُ: هَذَا حَقٌّ وَيَتَكَلَّمُ وَابْنُ عُيَيْنَةَ سَاكِتٌ، قَالَ أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ: مَا يُنْكِرُ ابْنُ عُيَيْنَةَ قَوْلَهُ.
 
٦- أَخَرَجَ اِبْنُ بَطَّة فِي الْإِبَانَةِ (196)، عن أَبِي بَكْرٍ المَرُّوذِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: ''كَيْفَ تَقُولُ فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ؟»، قَالَ: أَمَّا الْأَعْمَشُ فَيَقُولُ: عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَةِ الرَّحْمَنِ» فَنَقُولُ كَمَا جَاءَ الْحَدِيثُ.
 
- وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَذَكَرَ لَهُ بَعْضُ الْمُحَدِّثِينَ، قَالَ: خَلَقَهُ عَلَى صُورَتِهِ، قَالَ: عَلَى صُورَةِ الطِّينِ، فَقَالَ: ''هَذَا كَلَامُ الْجَهْمِيَّةِ''.
 
 - وأَخَرَجَ اِبْنُ بَطَّة فِي الْإِبَانَةِ (198)، عن أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: "مَنْ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ فَهُوَ جَهْمِيٌّ، وَأَيُّ صُورَةٍ كَانَتْ لِآدَمَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَهُ؟".
 
← وأَخَرَجَ ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة ﻛﻤﺎ في ترجمة ''عبد الوهاب ﺍﻟﻮﺭﺍﻕ'' (المتوفى ﺳﻨﺔ ١٥٢ﻫـ):
 
- وقال زكريا بْن الفرج: سألت ''عبد الوهاب'' غير مرة عَنْ أبي ثور فأَخْبَرَنِي أن أبا ثور جهمي وذلك أنه قطع بقول أبي يَعْقُوب الشعراني حكى أنه سأل أبا ثور عَنْ خلق آدم عَلَى صورته فقال: إنما هو عَلَى صورة آدم ليس هو عَلَى صورة الرحمن.
 
قَالَ زكريا فقلت: بعد ذلك لعبد الوهاب ما تقول فِي أبي ثور فقال: ما أدين فيه إلا بقول أَحْمَد بن حنبل يهجر أَبُو ثور ومن قَالَ: بقوله.
 
قال زكريا وقلت: ''لعبد الوهاب'' مرة أخرى وقد تكلم قوم فِي هذه المسألة (خلق اللَّه آدم عَلَى صورته) فقال: من لم يقل إن اللَّه خلق آدم عَلَى صورة الرحمن فهو جهمي. [ج1 ص212].
 
← وﻛﻤﺎ في ترجمة "أبي ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟﻮﺭﺍﻕ" المعروف "بحمدان" (المتوفى ﺳـﻨﺔ١٧٢ﻫـ): 
 
- وقال حمدان سألت ''أبا ثور'' عَنْ قول النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إن اللَّه خلق آدم عَلَى صورته" فقال: "عَلَى صورة آدم"، وكان هذا بعد ضرب أَحْمَد بن حنبل والمحنة. فقلت: لأبي طالب قل لأبي عَبْد اللَّهِ فقال: أبو طالب قال: لي أحمد بن حنبل: «صح الأمر عَلَى أبي ثور، من قَالَ: ''إن اللَّه خلق آدم عَلَى صورة آدم فهو جهمي وأي صورة كانت لآدم قبل أن يخلقه؟». [ج1 ص309].
 
← أَخَرَجَ أبو يعلى ابن الفراء في إبطال التأويلات (77): قَالَ أَبُو طالب المكي: «هَذَا توهم عن أَحْمَد إنما هَذَا قول "أَبِي ثور" فذكر ذَلِكَ لأحمد فأنكر عليه وَقَالَ: ''ويله وأي صورة كانت لآدم حتى خلقه عليها يَقُول: إن الله خلق عَلَى مثال، ويله فكيف يصنع بالحديث الآخر: "أن الله خلق آدم عَلَى صورة الرحمن"، فهذا هو المحفوظ من قول أَحْمَد».
 
• وقَالَ أبو يعلى أيضًا:
 
72- وقد صرح أَحْمَد بإبطال القول أن الهاء عائدة عَلَى آدم، فقال فِي رواية أَبِي طالب: من قَالَ أن الله خلق آدم عَلَى صورة آدم فهو جهمي، وأي صورة كانت لآدم قبل أن يخلقه.
 
73- وقد ذكر عبد الرحمن بن منده فِي كتاب الإسلام فقال: قَالَ أَبُو إسحاق إبراهيم بن أَحْمَد بن فراس فِي كتابه، عن حمدان بن علي، قَالَ: سمعت أَحْمَد بن حنبل يَقُول وسأله رجل فقال: يا أَبَا عبد الله، الحديث الذي روي عن النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أن الله خلق آدم عَلَى صورته " عَلَى صورة آدم، قَالَ: فقال أَحْمَد بن حنبل: فأين الذي يروى عن النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أن الله تَعَالَى خلق آدم عَلَى صورة الرحمن، عَزَّ وَجَلَّ، "، ثم قَالَ أَحْمَد: وأي صورة كانت لآدم قبل أن يخلق.
 
74- قال: وأنا علي بن يحيى بن جعفر الإمام، قَالَ: أنا الطبراني، قَالَ: سمعت عبد الله بن أَحْمَد بن حنبل يَقُول: قَالَ رجل لأبي: إن فلانا يَقُول فِي حديث رسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن الله خلق آدم عَلَى صورته" فقال: عَلَى صورة الرجل، قَالَ أَبِي: ''كذب هَذَا، هَذَا قول الجهمية، وأي فائدة فِي هَذَا''.
 
٧- [كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي| ج6 /ص576].
 
 
 وصلى الله وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه أجمعين.