آخرُ المواضيع

التعريفات

 
 

 

 التَّعْرِيفَاتُ.

 
 * السؤال:
 
▪ هل جميع التعريفات في العلوم الشرعية من المحدثات؟!
 
 
 * الجواب:
 
- بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلَاَةُ وَالسَّلَاَمُ عَلَى أَشْرَفِ الْمُرْسَلِينَ، نَبِيَّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ، وَعَلَى آله وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، أَمَّا بَعْدُ:
 
التعريفات على قواعد أهل الرأي والمخالفة للنصوص والآثار هي المحدثة فحسب.
 
وأما التعريفات المنضبطة بالنصوص والآثار فهي جائزة ومشروعة لثلاثة أسباب:
 
- الأول: التعريفات وردت بكثرة عن الإمام الشافعي في الأم والرسالة وهناك رسالة دكتوراه في ثلاثة مجلدات جمعت جميع تعريفات الشافعي في الفقه وأصوله وقارنتها بمن بعده.
 
وقد سُبِقَ الشافعي بذلك فلم يكن أول من قال بالتعريفات بل وردت قبله عن الصحابة والتابعين فَعَرَّفُوا التقوى وحسن الخلق والمروءة وعرفوا النفاق وغيرها.
 
- الثاني: لأن التعريف المتوافق مع النصوص والآثار هو من باب الشرح والتفسير وضبط فهمها فقط.
 
وهذا لا إشكال فيه؛ وهي بهذه الصفة مجرد وسيلة للشَّرح و التفسير وضبط الفهم.
 
ومثال ذلك:
 
> ما الإشكال وأين الإحداث في تعريف الربا بتعريف يضم ربا النسيئة والفضل والأموال الربوية الستة في نسق واحد يلخص ويجمع أصول أطراف النصوص والاثار؟!
 
> وأيضا أين الإحداث في تعريف يجمع ملخص ما ورد في النصوص والآثار و منهج السلف في إثبات الأسماء والصفات؟!
 
> وكذلك أين الإحداث في تعريفنا الشرك وبيان علاقته بأنواع التوحيد الثلاثة وغير ذلك؟!
 
- ونظرا لغلبة الجهل وسوء الفهم ونقص العقول آخر الزمان، فلا إشكال ولا حرج ولا إحداث لو حرصنا على كون التعريف (جامعا مانعا) منضبطا بالأثر، من باب زيادة الشرح والفهم والتفسير.
 
ومن حَرَّمَ التعريف المنضبط بالنصوص والآثار هو كمن حرم الشرح والتفسير لأن التعريفات هي نوع من الشرح والتفسير.
 
- ثالثا: تقسيم العلوم وتفصيلها (الدقيق) مجرد وسيلة للضبط والفهم والتمييز.
 
وهذه لم تكن على عهد الصحابة والتابعين -رضي الله عنهم-.
 
- وكذلك علم الأدوات مع علم الصحابة والتابعين به (كأصول الفقه ومصطلح الحديث واللغة) لم يكن بهذه التفصيلات والتقعيدات، وحين ظهر كقواعد وتحريرات وتفصيلات في أواخر الجيل الثالث والرابع لم ينكره السلف بدعوى أنه من "المحدثات".
 
لأنها مجرد وسائل لا إشكال فيها، ولأنها من التعريفات التي لا تخالف النصوص والآثار، ومن الشرح والتفسير فقط.
 
تنبيه: عدم خوض الصحابة -رضي الله عنهم- في بيان بعض المسائل لأنها من المسلمات ولا إشكال فيها، ولذلك فكلام الصحابة قليل محدود في تقرير تفاصيل الإيمان بالأسماء والصفات وتوحيد الألوهية وإنكار شرك القبور.
 
* لماذا؟!
 
لعدم وجود البدع والمحدثات والتجهم بشأن هذه المسائل، ولأنها من المسلمات عندهم.
 
 
 
 
 وصلى الله وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه أجمعين.