من طرق الهداية وإقبال القلب على الله والدار الآخرة
من طرق الهداية وإقبال القلب على الله
والدار الآخرة.
* الجواب:
- بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلَاَةُ وَالسَّلَاَمُ عَلَى أَشْرَفِ الْمُرْسَلِينَ، نَبِيَّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ، وَعَلَى آله وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، أَمَّا بَعْدُ:
• أسأل الله أن يهدينا ويصلح حالنا ويطهر قلوبنا من الشهوات والشبهات والرياء والنفاق وحب الشهرة، وأن ينجينا من الركون للدنيا.
▪ من طرق وسبل الهداية وإصلاح القلوب ما يلي:
1/- أن تدعو الله كل يوم ولو مرة واحدة بصدق وحضور قلب مع التباكي بين يدي أرحم الراحمين أن يهديك ويصلح قلبك ويعينك على ترك الذنوب والتزود من الطاعات والقربات وأن يختم لك بالحسنى وأن يتوفاك وهو راض عنك غير غضبان؛ مع البدء بحمدالله وتعظيمه والصلاة والسلام على نبيه ﷺ.
2/- إطالة السجود ولو سجدة واحدة فقط كل يوم؛ كل يوم ولو مرة واحدة تطيل السجود بحضور قلب وتخشع وتذلل مع الدعاء بطلب التوبة والمغفرة والهداية والعلم والفهم وإخلاص النية ولو سجدة واحدة في بعض صلواتك.
3/- تخصيص وقت كل يوم ولو عشر دقائق فقط لتدبر القرآن ومداواة قلبك به.
4/- من نوى الصبر، وجاهد نفسه واجتهد بعدم تعريض نفسه للفتن فإن الله يهديه ويعينه ويصبره؛ ومن الأدلة:
أ)- قال الله تعالىٰ﴿وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ﴾{محمد|17}، وقوله تعالى في آية العنكبوت،﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾{العنكبوت|69}؛ والجهاد والمجاهدة هنا يدخل فيه جميع أنواع المجاهدة للنفس على الطاعة وقراءة القرآن والمجاهدة لترك المعاصي.
• وذكر جهاد القتال في تفسيرها من باب ذكر بعض أنواع الجهاد وليس بمعنى الحصر فالقرآن حمال أوجه وهذا من تفسير التنوع لا التضاد.
ب)- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : "إِنَّ نَاسًا مِنْ الْأَنْصَارِ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْطَاهُمْ ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ حَتَّى نَفِدَ مَا عِنْدَهُ فَقَالَ :مَا يَكُونُ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ ، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنْ الصَّبْرِ. [البخاري (1469)، ومسلم (1053)].
> ورواه الإمام أحمد من طريق أخرى بلفظ :"مَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللهُ، وَمَا أَجِدُ لَكُمْ رِزْقًا أَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ".[المسند|11091].
ج)- ومن آثار السلف ما رواه أبو نعيم في الحلية (1/163) عن عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ: «مَنْ نَوَى الصَّبْرَ عَلَى طَاعَةِ اللهِ صَبَّرَهُ اللهُ عَلَيْهَا وَقَوَّاهُ لَهَا وَمَنْ نَوَى الصَّبْرَ عَنْ مَعَاصِي اللهِ أَعَانَهُ اللهُ عَلَى ذَلِكَ وَعَصَمَهُ مِنْهَا...».
وصلى الله وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه أجمعين.