آخرُ المواضيع

قصة "مالك بن نويرة" لا دليل فيها "للشعائرية"

 
 

 

 قصة "مالك بن نويرة" لا دليل فيها

"للشعائرية".

 
 * السؤال:
 
▪ نريد ردَّكم على شبهة الشعائرية في قتل خالد لمالك بن نويرة الذي لم يعلن براءته مما كان عليه من منع الزكاة، فشكى أبو قتادة وعمر فعل خالد؛ لأن مالك بن نويرة أظهر لأبي قتادة قرينة الصلاة، ولكن الشبهة في رفض أبي بكر لفعل خالد وقد كفرهم قبل ذلك في قوله المشهور، والشبهة أيضا في رفض أبي قتادة وعمر فعل خالد؛ لأنهما أجمعا على قتال الطائفة الممتنعة؟!
 
 
 * الجواب:
 
- بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلَاَةُ وَالسَّلَاَمُ عَلَى أَشْرَفِ الْمُرْسَلِينَ، نَبِيَّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ، وَعَلَى آله وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، أَمَّا بَعْدُ:
 
 
قصة "مالك بن نويرة" لا دليل فيها للشعائرية، لما يلي:
 
1)- قول "الشعائرية" يقوم على الحكم على أعيان مجتمع الردة والكفر بإسلام أو بوصف مجهول الحال! (حتى لو لم يظهر المعين خلاف قومه في تلك الكفريات) لمجرد بعض "الشعائر" التي يمارسها هذا المعين وغيره من أعيان أهل الردة والكفر في ذلك المجتمع.
 
مع أن ظاهر حال هذه المجتمعات تلبس أفرادها بعدة نواقض للتوحيد؛ هذا لا يتحقق في حال "مالك بن نويرة" الذي أظهر للصحابة -رضي الله عنهم- خلافه "للمرتدين" وعدم منعه للزكاة مع تأخيره لها.
 
2)- مجموع روايات تلك القصة تدل على أن "مالك ابن نويرة" لم يكن في غمار "المرتدين" الذين يشملون بالحكم العام على أفرادهم لأن حالته ومواقفه وما صرح به و ذكره عن نفسه للصحابة -رضي الله عنهم- يدل على خصوصية حالته.
 
فلا يصح الاستدلال بقصته أصلا.
 
3)- عدم تحقق ردته بعدم منع الزكاة مع اعتذاره عن التأخر في أدائها وقد علل تأخره بغير منع الزكاة وصرح للصحابة بذلك -رضي الله عنهم-.
 
4)- أظهر وأعلن للصحابة -رضي الله عنهم- خلافه "للمرتدين".
 
وهذا لا يتحقق في من يسمونه بمجهول الحال أو حكموا بإسلامه ابتداء.
 
5)- هناك ريبة وشك في حال "ابن نويرة" بسبب -كلمات قالها ومواقف سابقة كتأخره وما حصل منه من المداراه لبعض "زعماء الردة"- ولكن ذلك إذا قرناه بتصريحه للصحابة -رضي الله عنهم- بإسلامه وعدم موافقته "لأهل الردة" لا يؤكد الجزم واليقين بشأنه، وهذا ما دفع خالد -رضي الله عنه- لقتله؛ وكان الواجب في مثل هذه الحالة الخاصة التأني والتثبت، ولكن سيف الله خالد -رضي الله عنه- اجتهد وحصل على أجر الاجتهاد.
 
• ومن غمز في "سيف الله" لأجل ذلك فهو الهالك المارق.
 
 
 
 وصلى الله وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه أجمعين.