آخرُ المواضيع

بَيانُ حالِ بَعض المُنْتَسِبينَ لِلعِلمِ 01

 
 
 
بَيانُ حالِ بَعض المُنْتَسِبينَ لِلعِلمِ 01
 
 
 * السؤال:
 
1- ما حال ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ صاحب كتاب "السنة"؛ هل هو من أهل السنة أم لا؟
 
2- هل تنصح بكتاب "شرح مذاهب أهل السنة" لابن شاهين؟
 
3- ما حالُ القحطاني صاحب النُّونيَّة، هل هو من أهل السنة أم لا؟
 
4- هل صحيح أن الهرويّ صاحب ''ذمِّ الكلام'' جَهْمِيٌّ؟
 
 * الجواب:
 
- بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلَاَةُ وَالسَّلَاَمُ عَلَى أَشْرَفِ الْمُرْسَلِينَ، نَبِيَّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ، وَعَلَى آله وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، أَمَّا بَعْدُ:
 
ج1/- لَيْس ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ مِنْ أهلِ السُّنَّةِ، لأنَّ الرَّجلَ يَشْتَرِطُ قِيَامَ الحُجَّةِ على مَنْ قالَ "بخَلقِ القُرآن".
 
• وَهذا بَاطِلٌ؛ بل هو قَيْدٌ لمْ يَذكُرْهُ أَحدٌ مِن الأئمَّةِ الكِبَارِ مِمَّن عاصَرَه أو مِمّن سَبَقَه.
 
← قالَ في كتابه السُّنَّةِ (1559): «... وَالْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى تَكَلَّمَ اللَّهُ بِهِ لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ، وَمَنْ قَالَ: مَخْلُوقٌ، مِمَّنْ قَامَتْ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ فَكَافِرٌ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ، وَمَنْ قَالَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقُومَ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ».
 
هَذا ليسَ بِكلامِ أهلِ السُّنَّةِ، بَل الإِجماعُ مُسْتَقِرٌّ عندَهُم وَفِيمَا بَيْنَهُمْ -رحمة اللَّه عليهم- على أَنَّ مَنْ قالَ: "أن َالقُرْآن مَخْلُوقٌ فهو َكَافِرٌ وَمَنْ لم يُكَفِّره فهو كَافِرٌ".
 
 ”وَجَاء الِاسْتِثْنَاءُ فِي مَنْ لم يُكَفِّرْهُ مِمَّن لا يَفْهَمْ فَيُعْرَفُ وتُقامُ عليه الحُجَّة(۱)، فَإِنْ أبَى "فأجِرْهُ فِي وَادِ الجَهميَّة" كَمَا قَالَ أَحْمَد بْن مَنِيع -رحمه الله-(۲)
 
- ثمَّ إنَّ ابْنَ أبي عَاصِمٍ مَعْدُودٌ مِنْ الظَّاهِرِيَّةِ كما هو في طَبَقَاتِهِم، بَعْضُهُم كَتَبَ في طَبقَاتِ الظَّاهِرِيَّة فأرادَ أَنْ يَتَكَفَّر فذَكَرهُ معهم وفي جُمْلَتِهِم؛ وهذا القولُ مأخُوذٌ مِن كلام الذَّهَبِيِّ في "سِيَّرهِ"، ولمَّا ذَكرَ هذا الأمرَ شَكَّكَ فِيه، قَال: «. . . وَكَانَ مَذْهَبَه الْقَوْل بِالظَّاهِر، . .»، ثمّ ذَكرَ عن أبي نُعَيْمٍ أنّهُ قالَ: «كَانَ فَقِيْهاً ظَاهِرِيَّ المذهب»(۳).
 
• وَأَبُو نُعَيْمٍ لَيس كَذلكَ مِن أهلِ السُّنَّةِ.
 
 
ج2/- أمّا كتابُهُ فَلا يُنْصَحُ بِه، لِأنَّ الرَّجلَ صَاحِبُ بِدْعَةٍ زَائِغٌ عن السُّنَّةِ، وفي كُتُبِ أئمَّةِ الإسلَامِ وَأئمَّةِ السُّنَّةِ الكبيرَةِ وفي كُتُبِهِم المُخْتصَرَة وفي رَسائِلِهم غُنْيَةٌ وَكِفايَةٌ -إنْ شاءَ اللَّهُ تبارَكَ وتعالَى- عن كُتُبِ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ.
 
- وَابنُ شَاهِين ذَكرَ مَسْأَلَةً في هذا الكِتابِ لَمَّا ذَكرَ اعْتِقَادَهُ في القُرْآنِ؛ قَال: «..وَأَشْهَدُ أَنَّ الْقُرْآنَ الَّذِي أَنْزَلَهُ عَلَى نَبِيِّهِ كَلَامُهُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، عَلَى كُلِّ وَجْهٍ وَكُلِّ حَالٍ،َ...وَأَشْهَدُ أَنَّ لَفْظِي بِهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ،..»(٤)
 
وَهذه بِدْعَةٌ بِالْإِجْمَاع؛ كَما في "الإبانة" لِابْنِ بَطَّةَ(٥)، ذلكَ أنَّ أهلَ السُّنَّةِ وَالجَماعَةِ في هذه المسألَةِ يُقَرِّرُون أَن "القُرآنَ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ بِجَمِيع جِهَاتِه"(٦)؛ ومن قالَ بِجَمِيع جِهَاتِه اسْتَغْنَى عن اللَّفْظِ وغَيْرِهِ كما ذَكَرَهُ الذُّهْلِيّ(٧).
 
”مَنْ قالَ ''لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ'' فَهُو جَهْمِيٌّ لَفْظِيٌّ كائنًا من كَان، ومنْ قَالَ ''لَفْظِي بِالْقُرْآن غَيْرُ مَخْلُوقٍ'' فهو مُبْتَدِعٌ إجماعًا“
 
• وهذا هو المَرْوِيُّ عن الإمامِ أَحْمَد كما في "السُّنَّةِ"ِ للخَلَّال، ومَرْوِيٌّ عن غَيْرِهِ مِن أئِمَّةِ السُّنَّةِ، وَمَرْوِيٌّ عن أصحابِ الإمامِ أَحْمَد.
 
- وأمَّا رِوايَةُ أَبِي طَالِبٍ عن الإمامِ أحمَدَ أنَّهُ قالَ ''لَفْظِي بِالْقُرْآن غَيْرُ مَخْلُوقٍ'' فهذَا وَهُمٌ وقعَ فيه أَبُو طَالِبٍ وَغَضِب الإمامُ أحمد غضبًا شديدًا وجعلَ يَرْتَعِدُ لمّا دَعاهُ لِيَنصحَهُ في هذه المسأَلَةِ، وقد تَابَ منها أَبُو طَالِبٍ وَكَتَب لِمَن كتبَ لهم أنَّ الإمامَ أحمد يقولُ ''لَفْظِي بِالْقُرْآن غَيْرُ مَخْلُوقٍ''(۸).
 
• فأهلُ السُّنَّةِ والجماعَةِ لا يَدْخُلُونَ في هذه التَّفصيلَاتِ بحالٍ مِن الأحوالِ يَقولُون ''الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ بِجَمِيعِ جِهَاتِه'' ويَقفُون ولا يَدخلُونَ في مسائِلِ اللَّفْظِ ولا في غيرِها.
 
- وهذا الاعْتِقادُ لِابْنِ شَاهِين ذَكَرَهُ ''الجَمَّاعُ القَمَّاشُ'' الَّذي لا يَتحَرَّى "عادل آل حمدان" في كِتابِهِ الَّذي سَمَّاهُ ''الجَامِعُ في عَقَائِدِ وَرَسَائِل أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْأَثَر''، وقد ذَكرَ بعضَ العقائِد لأهلِ الأهواءِ منها هذه العقيدةِ لِابْنِ شَاهِين، وذَكرَ بعضَ العقَائِد المكْذُوبَة كذلكَ عن أَئِمَّةِ السُّنَّةِ كَتِلْكُمُ العقائدَ الَّتي رُوِيَتْ عن الإمامِ الشَّافِعِيِّ، والعجيب أنَّ هذا الرَّجل لمَّا ذَكَرَ اعتقادَ ابْنَ شَاهِينٍ عَلَّقَ على هذا المَوْضِعِ من كَلَامِهِ ''وَأَشْهَدُ أَنَّ لَفْظِي بِهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ''، فَمَيَّعَ المسألَةَ مع أنَّهُ ذَكَرَ في تِلْكُمُ الحاشِيَةِ أنَّ الإمامَ أحمد غَضِبَ غضبًا شديدًا وجعَلَ يَرْتَعِدُ وغَيْرَ ذلكَ...
 
• فهؤُلاءِ لا يُعوَّلُ عليهِم ولا يُعْتَمَدُ عَليهم في مِثلِ هذه المَسائلِ، هذا فضلًا عن ذِكْرِهِ في حَواشي ما جَمَعَهُ كَلَامَ "ابن تيمية" وَكَلَام "ابن القيم" وغيرِهِمْ مِن أهلِ الضَّلَالِ والبِدَعِ، ولْيَنْتَبِهِ السُّنِّيّ ولا يَظُنَّنَ أنَّ ما جَمَعَهُ هذا الرَّجلُ جميعًا مِن الحَقِّ والأَثَر، فَهو بِحَقّ ''قَمَّاشٌ غَيْرُ فَتّاش''.
 
ج3/- القَحطَانِيُّ صَاحِبُ النُّونيَّة ليسَ بِصَاحِبِ سُنَّةٍ وليسَ مِن أئمَّةِ السُّنَّةِ؛ بل هو جَهْمِِيٌّ لَفْظِيٌّ كَافِرٌ، فلا يُعَوَّلُ عليهِ ولا تُقْرَأُ نُّونيَّتُهُ ولا تُنْشَرُ فضلًا عن حِفْظِهَا فضلًا عن مُدَارَسَتِهَا.
 
ج/4- أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْهَرَوِيّ الْحَنْبَلِيّ؛ صَاحِبُ كتابِ ''ذَمِّ الْكَلَامِ'' وصَاحبُ كتَاب ''الْفَارُوقِ فِي الصِّفَات''ِ صَاحِبُ سُنَّةٍ.
 
- وقد رُمِيَ بالتَّصوُفِ ولم يَثْبُتْ ذلِكَ؛ وذلكَ في كتابٍ نَسَبَهُ بَعضُ النَّاسِ إليهِ وهو كِتَابُ ''مَنَازِلُ السَّائِرِين'' الَّذي شَرَحَهُ "ابن القيم" في كتابٍ سمَّاهُ ''مَدَارِجُ السَّالِكِين''؛ وهذا الكتاب نَسَبُوه لأبِي إسْمَاعِيلَ الْهَرَوِيّ فيه بعضُ التَّصَوُّف وفيه أشياءَ لا تُرْتَضَى.
 
ولكنَّهُ ليسَ لأَبِي إسْمَاعِيلَ الْهَرَوِيّ ليسَ لهُ على ما حَقَّقْته في مقالَةٍ منشورةٍ في "فتاوى مركز أَهْلِ التَّوْحِيدِ والأثر" فالتُراجِعِ المقالَة لمَنْ أرادَ الِاسْتِزَادَة(۹).
 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 
۱- قال الرَّازيـــان (أبو زُرعةَ وأبو حاتمٍ) فيما نقلاهُ عن علماء الأمصارِ (حجازًا، وعراقا، ومصرًا، وشامًا، و يمنًا): «..ومن زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر بالله العظيم كفراً ينقل عن الملة، ومن شك في كفره ممن يفهم فهو كافر..»
 
۲- قال الأصبهاني في الحجة في بيان المحجة (1/424): "وَقَالَ أَحْمَد بْن منيع: "من زعم أَنه مَخْلُوق فَهُوَ جهمي، وَمن وقف فِيهِ فَإِن كَانَ مِمَّن لَا يعقل مثل البقالين وَالنِّسَاء وَالصبيان سكت عَنهُ وَعلم، وَإِن كَانَ مِمَّن يفهم فَأَجره فِي وَادي الْجَهْمِية، وَمن قَالَ لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق فَهُوَ جهمي".
 
۳- [كتاب السير للذهبي| (2431- ابن أبي عاصم )/ ج10 ص460].
 
٤- [كتاب شرح مذاهب أهل السنة لابن شاهين |مسألة الاعتقاد لعمر بن أحمد بن عثمان المعروف بابن شاهين (ص319)].
 
٥- قال ابن بطة في الإبانة الكبرى (161): حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَيُّوبَ الْمُخَرِّمِيَّ، يَقُولُ: "الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، وَمَنْ قَالَ: إِنَّهُ مَخْلُوقٌ، فَقَدْ أَبْطَلَ الصَّوْمَ وَالْحَجَّ وَالْجِهَادَ وَفَرَائِضَ اللَّهِ، وَمَنْ أَبْطَلَ وَاحِدَةً مِنْ هَذِهِ الْفَرَائِضِ فَهُوَ كَافِرٌ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ، وَمَنْ قَالَ: إِنَّ لَفْظِي بِالْقُرْآنِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، فَهُوَ ضَالٌّ مُبْتَدَعٌ، أَدْرَكْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ، وَيَحْيَى بْنَ سُلَيْمٍ، وَوَكِيعَ بْنَ الْجَرَّاحِ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ نُمَيْرٍ، وَجَمَاعَةً مِنْ عُلَمَاءِ الْحِجَازِ وَالْبَصْرَةِ وَالْكُوفَةِ، مَا سَمِعْتُ أَحَدًا مِنْهُمْ قَالَ: لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ، وَلَا: غَيْرُ مَخْلُوقٍ. وَقَدْ صَحَّ عِنْدَنَا أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ نَهَى أَنْ يُقَالَ: لَفْظِي بِالْقُرْآنِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، فَمَنْ قَالَ بِخِلَافِ مَا قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فَقَدْ صَحَّتْ بِدْعَتُهُ".
 
٦- قال الرَّازيـــان (أبو زُرعةَ وأبو حاتمٍ) فيما نقلاهُ عن علماء الأمصارِ (حجازًا، وعراقا، ومصرًا، وشامًا، و يمنًا): «...وَالْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ بِجَمِيعِ جِهَاتِه،...وَمَنْ قَالَ: لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ فَهُوَ جَهْمِيٌّ أَوِ الْقُرْآنُ بِلَفْظِي مَخْلُوقٌ فَهُوَ جَهْمِيٌّ..».
 
٧- قَالَ أَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيِّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يحيى الذهلي يقول:«الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ مِنْ جَمِيْعِ جهَاتِهِ، وَحَيْثُ تُصُرِّفَ فَمَنْ لزمَ هَذَا اسْتغنَى عَنِ اللَّفْظِ، وَعمَّا سِوَاهُ مِنَ الكَلاَمِ فِي القُرْآنِ،..».
 
۸- وقال صالح بن أحمد: تناهى إلى أبي أن طالب يحكي أنه يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق. فأخبرت أبي بذلك، فقال: من أخبرك قلت: فلان. فقال: ابعث إلى أبي طالب. فوجهت إليه، فجاء وجاء فوزان، فقال له أبي: أنا قلت لفظي بالقرآن غير مخلوق وغضب وجعل يرعد، فقال: قرأت عليك قل هو الله أحد فقلت لي: ليس هذا بمخلوق.
فقال: فلم حكيت عني أني قلت لك: لفظي بالقرآن غير مخلوق وبلغني أنك وضعت ذلك في كتاب، وكتبت به إلى قوم. فآمحه، واكتب إلى القوم أني لم أقله لك. فجعل فوزان يعتذر إليه، وانصرف من عنده وهو مرعوب، فعاد أبو طالب، فذكر أنه قد حك ذلك من كتابه، وأنه كتب إلى القوم يخبرهم أنه وهم على أبي.
قلت: الذي استقر عليه قول أبي عبد الله: أن من قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق، فهو مبتدع.
 
 
 
 
 وصلى الله وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه أجمعين.