آخرُ المواضيع

الدعاء

 
 

 

 الهدية والصدقة للكافر.

 
 * السؤال:
 
▪ هل الدعاء المجرد في كل حين يرفع البلاء؟
 
▪ قيل بأن تكرار الاستخارة لا يفعل إلا عند التردد؟
 
▪ هل صح قول "ماشاء الله تبارك الله" عند الإعجاب؟
 
 
 * الجواب:
 
- بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلَاَةُ وَالسَّلَاَمُ عَلَى أَشْرَفِ الْمُرْسَلِينَ، نَبِيَّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ، وَعَلَى آله وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، أَمَّا بَعْدُ:
 
ج1/- الدعاء المجرد لا يكفي في كل حين وحالة، ولا سيما عند "البلاء":
 
- قال تعالىٰ ﴿إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ﴾{ الأعراف |94 }، فمن ألم به شيء من "البلاء" فيجب أن يكون الدعاء بحالة ومشاعر وروحانية -التضرع- و"التضرع" لا يتحقق إلا بكمال الخضوع وإلحاح وإبداء كمال الحاجة والفقر والمسكنة والذل والضعف وإظهار العجز وقلة الحيلة بين يديه -سبحانه وتعالى-.
 
- وأقبلت بكليتك عليه وأبعدت عن قلبك الركون والتعلق بأسباب الدنيا، وإذا علم الله تحقق كل ذلك ورأى تلك العبودية في قلبك وأنت تدعوه بكمال الذل والافتقار -فقد حققت "التضرع" المشروط لرفع البلاء- ولو أظهرت كل ذلك بلفظك وبثثته بين يدي سيدك ومولاك جبار السموات والأرض فما أقرب إجابته منك ولطفه ورحمته وما أسرع جبره لقلبك وحالك، وحينئذ يرحل عنك البلاء وتزول الكربة.
 
وتأمل أخي فما من واحد منا إلا وقد أجيبت له دعوة أو دعوات حين تحقق ذلك الإنكسار والذل والتضرع وصدق اللجأ.
 
* فلماذا لا نكثر من ذلك ونكرره؟!
 
• قال سفيان ابنُ عُيينةَ -رحمه الله-: «لا يَمْنَعَنَّ أحَداً منَ الدُّعاءِ ما يَعْلَمُهُ من نَفْسِه (أي من التقصير والذنب)، فإنَّ اللهَ قد أجابَ دُعاءَ شَرِّ الخلقِ إبليسَ».
 
وقد نص الله في كتابه على إجابة دعاء "المشركين" من هول البحر وبلائه لما دعوه.
 
ج2/- والرد على مقولة "بأن تكرار الاستخارة لا يفعل إلا عند التردد":
 
أ)- لا دليل على قوله بل هذا من "الرأي المذموم"، والتردد من أسباب التكرار وليس شرطا للتكرار ولو سلمنا ورود تكرار الاستخارة لأجل التردد عن بعض السلف فهي من هذا الباب لأن عموم الأدلة العملية، والقولية تقضي بذلك.
 
ب)- الاستخارة دعاء وتكرارها كتكرار الدعاء والإلحاح فيه سواء بسواء ومن فرق فعليه الدليل الصريح البين.
 
ج)- الصحابة كرروها ولم يرد التعليل بترددهم "عمر" و"ابن الزبير" -رضي الله عنهم-.
 
د)- حديث تكرارها سبعا مع ما في سنده والضعيف أولى من الرأي ولا سيما إذا عضد معناه بغيره من الأدلة.
 
ج3/- لا يخفاكم حديث «إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة، فإن العين حق»؛ أي: الدعاء بالبركة، مثل «الله يبارك»، «بارك الله فيك»؛
 
و"العين" مظنة النقص فناسب الدعاء بنقيضها.
 
- وأما قول «ما شاء الله» فمخالف لنص الحديث، وما في "سورة الكهف" اعتراف بالنعمة ونسبتها لله وهذا شكر لله ومن أسباب حفظ النعمة، وأما عند "الإعجاب" فنص الحديث ظاهر بين ودلالة الآية محتملة وفي لفظ « فليُبَرِّك عليه».
 
 
 
 
 وصلى الله وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه أجمعين.