آخرُ المواضيع

أخبار أشراط الساعة

 
 

 

 أخبار أشراط الساعة.

 
 * السؤال:
 
▪ كيف نوافق بين الحديثين "يوشك الأمم أن تداعى عليكم" و "وأن لا ‏أسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم" ردا على أهل البدع؟
 
- الحديث الأول: عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها" ‏فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: "بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء ‏السيل".
 
- أما الحديث الثاني: ففي صحيح مسلم عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله زوى لي ‏الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها…وفيه، وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة، ‏وأن لا يسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم، فيستبيح بيضتهم، وإن ربي قال يا محمد : ‏إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد، وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة، وأن لا ‏أسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم".
 
 
 * الجواب:
 
- بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلَاَةُ وَالسَّلَاَمُ عَلَى أَشْرَفِ الْمُرْسَلِينَ، نَبِيَّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ، وَعَلَى آله وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، أَمَّا بَعْدُ:
 
1)- أخبار أشراط الساعة وما يقع للأمة لا يلزم منه الاستغراق لكل مراحل الأمة بل في زمن دون زمن، مثل حديث: "إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَئِسَ أَنْ يُعْبَدَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ"، وحديث "إِنَّهَا سَتَكُونُ بَعْدِي أَثَرَةٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا".
 
وما جاء من روايات عن الردة والكفر مع أن الردة لم تتجاوز السنة ونصف من عصور "الخيرية الثلاث".
 
2)- وصف النبي ﷺ للأمة بالغثاء ودلالة السياق على غلبة عدد المسلمين من الأمة المنتسبة للإسلام "أمة الإجابة".
 
أقول: هذا الوصف لا يدل على "أسلمة الشعوب" -زمن الردة-، لأن ذلك الزمن وقع من نهايات القرن الثالث إلى ما يقارب الخامس حين حكم الأمة وتداعى عليها الرافضة والاسماعيلية والنصارى -كدولة البويهيين والقرامطة والعبيديين والاسماعيلية- في اليمن ودول النصارى في أجزاء واسعة من الشام ومصر وبعض شمال أفريقيا.
 
والأصل الغالب في العامة حينئذ "الإسلام" حتى مع كثرة و"انتشار الردة" والضلال إلا أن أغلب العامة على الفطرة وعلى الإسلام.
 
3- عدم تسليط عدو من غير الأمة عليها وعدم استباحة بيضة المسلمين من غيرهم مشروط في بعض الروايات بحكم أئمتهم "بكتاب الله".
 
4- أخبار وأحداث هذه الأمة كما جاء في الروايات يراد به غالبا أنه واقع في زمن أو أزمان عديدة.
 
وهذا لا يستغرق الأمة بأجمعها ولا يستغرق أيضا كل مراحل الأمة.
 
تنبيه: "الخلافة العباسية" سقطت سنة (656 هـ) لكن "الخليفة" كان مجرد اسم رمزي ولم يكن الحكم بيد "الخليفة" من بعد (260 هـ) تقريبا وأصبح الحكم بيد السلاطين وأمراء الجند، وفي قصيدة "تبع" التي تنقل أحاديث ما قاله أنبياء "بني إسرائل" -على نبينا وعليهم الصلاة والسلام- عن هذه الأمة فقد جمعت هذه الروايات في قصيدة "تبع اليماني" وهذه أحد مصادرها وقد روى "نعيم بن حماد" في "كتاب الفتن" رواية وأتى ببيت من قصيدة "تبع اليماني" التي قيل أنه قالها قبل أن يقتله "كليب التغلبي" وفيها أن نهاية حكم "بني العباس" بعد (250 هـ) وهذا قد وقع، لأن حكم خلفاء "بني العباس" أصبح حكم "صوري" -عميل- بيد السلاطين وأمراء الجند، و"الدولة العباسية" في نهايتها دولة خاضعة لمن يحكم فإن حكم الرافضة فهم على "دين الرافضة" وإن حكم غير الرافضة فهم على دينه.
 
 
 
 
 وصلى الله وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه أجمعين.