آخرُ المواضيع

حديث "الفطرة" ينقض بدعتي القدرية النفاة والجبرية

 
 

 

حديث "الفطرة" ينقض بدعتي القدرية النفاة

والجبرية.

 
 
 * السؤال:
 
▪ إخواني ما تفسير القدرية للفطرة؟
 
 
 * الجواب:
 
 
- بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلَاَةُ وَالسَّلَاَمُ عَلَى أَشْرَفِ الْمُرْسَلِينَ، نَبِيَّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ، وَعَلَى آله وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، أَمَّا بَعْدُ:
 
- بدعة "القدرية النفاة" التي تنفي تقدير الله المتعلق بكسب العبد وعمله وجعل العبد يخلق فعل نفسه وأن هدايته وضلاله لا تأثير ولا مشيئة ولا قدر لله فيها -تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا-.
 
- بدعة "القدرية الجبرية" النفاة لمشيئة العبد واختياره وكسبه وأنه كالريشة في مهب الريح.

وأهل السنة وسط بين ذلك فأصابوا الحق بفضل الله لأربعة أمور:

 

- الأول: لوقوفهم مع دلالات النصوص وعدم معارضتها بالرأي والعقل فأثبتوا قدر الله ومشيئته في الهداية والإضلال، وأثبتوا اختيار العبد ومشيئته التي لا تخرج عن مشيئة الله.

 

- الثاني: عدم تدخلهم فيما لا يعنيهم مما يعجزون عنه فالقدر سر الله؛ فتركوا التكلف في فهم علة القدر وسببه.

 

- الثالث: أقروا بأن الله يهدي من يشاء بفضله ورحمته ويضل من يشاء بعدله وحكمته،قال الله تعالىٰ﴿وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ ۖ َ﴾{الأنفال |23}.

 
- الرابع: لم ينساقوا مع وساوس شياطين الجن والإنس في هذا الباب وإنما انشغلوا في هذا الباب بالاجتهاد فيما أمروا به وهو تطلب رحمة الله والعمل بما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر.
 
وهذا هو ما أمر به النبي ﷺ كما في الصحيحين (اعملوا...فكل ميسر لما خلق له).
 
• قال البخاري: حَدَّثَنَا آدَمُ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، قَالَ : سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ عُبَيْدَةَ،  يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَنَازَةٍ، فَأَخَذَ شَيْئًا، فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِهِ الْأَرْضَ، فَقَالَ : " مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ، وَمَقْعَدُهُ مِنَ الْجَنَّةِ ". قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلَا نَتَّكِلُ عَلَى كِتَابِنَا، وَنَدَعُ الْعَمَلَ؟ قَالَ : " اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ ؛ أَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُ لِعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ فَيُيَسَّرُ لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ ". ثُمَّ قَرَأَ : {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى} {وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى}. الْآيَةَ.

وحديث "الفطرة" وما فيه من الولادة على فطرة الإسلام والملة والحنيفية "ينقض عقيدتي القدرية":

 
• قال البخاري: حَدَّثَنَا آدَمُ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَثَلِ الْبَهِيمَةِ تُنْتَجُ الْبَهِيمَةَ هَلْ تَرَى فِيهَا جَدْعَاءَ ".{صحيح البخاري | بَابُ مَا قِيلَ فِي أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ}.
 
1)- "فالقدري النافي" للقدر والهداية لا يتفق هذا الحديث مع أصوله فتراه يريد إلزام "السني" بالتناقض لأنه فهم برأيه الجهول أن فطر الله عبده على الإسلام حين ولادته من القدر الدال على المآل والمصير والذي لايتبدل، فيقول لجهله وجرأته «كيف تقولون بأن الأبوين يغيران قدر الله الذي قضاه على عبده؟»؛
 
وهو يريد بذلك تحقيق أصله الباطل وهو أن الهداية والإسلام كسب محض للعبد وليس لله فيه مشيئة وهداية وقدر بذلك،ولذلك "فالقدري النافي" لا يناسبه شيئا من تفسير الحديث إلا تفسير أن العبد فيه ملكة قابلة للأمرين،ويعارض تفسيره للفطرة بالإسلام والملة والحنيفية.
 
2)- و"القدري الجبري" حسب أصوله الضالة متمسك بفهمه الضال لحديث كتابة العبد وقدره من الشقاوة والسعادة في بطن أمه -وجهل "الجبري" أن هذه الكتابة محددة لمصير ونهاية وغاية خاتمة العبد ولا تتعارض مع بدء حياة العبد وما قد يتقلب عليه قلبه في هذه الحياة، وظن "الجبري" أن حديث كتابة سعادة أو شقاوة العبد يتعارض مع حديث الولادة على فطرة الإسلام والحنيفية والملة لأنه لا يقر ولا يسلم بأن الأبوين لهما أي تأثير سلبي أو إيجابي على العبد وذلك لأن مشيئة العبد لا وجود ولا أثر لها في كسبه وعمله، ولا يسلم ولا يقر بأن الفطرة الأولى هي الحنيفية والملة وفطرة الإسلام بالنسبة لمن يموت كافرا وهذا على أصوله خاص بالمسلم، فالعباد عنده حسب مآلهم ومصيرهم وتقديرهم السابق -السعادة والشقاوة- يفطرون على الإسلام أو الكفر.
 
 
 هذا وصلى الله وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه أجمعين.