آخرُ المواضيع

دعوة كبار السن للإسلام ومعاملة أولي القربى

 
 

 

 دعوة كبار السن ومعاملة أولي القربى  

 
 * السؤال:
 
1- أمي (عامية) لا تجيد الكتابة والقراءة وإذا بينت لها التوحيد والكفر لا تفهم ما أقول، ولكن توافقني وتقول لي أنت على حق..
- كيف ندعوا مثلا كبار السن للإسلام وماهي الطريقة البسيطة التي منها يفهمها العامي وهو لا يفهم اﻷدلة؟
 
2- لدينا أزواج وأولاد يكفرون قومهم وأهلهم كما يقولون لنا ولكنهم يعاملوهم معاملة المسلمين في كل شئ ما عاد الصلاة واللحوم، ماذا أفعل في هذه الصورة؟
 
3- في ما يخص التعامل في الحياة اليومية مع الأهل والأقارب كالأخ والأخت والخالة والخال مع العلم أنهم على الشرك...وكما لا يخفاكم لهم مناسبات (فرح وقرح) كالأعياد وعيد الأضحى قريب، كيف أستطيع أن أذهب إليهم لأشاركهم العيد مع أبي وأمي وهم على الشرك، وأنا أكبرهم سنا وبعد معرفتي للحق قمت بتصنيفهم.
 
4- رجل مسلم التقى أحد جنود الطاغوت فقال الجندي للمسلم "أنا أعمل غدا"؛ هل المسلم اذا سكت يكفر أم أن المسالة ليست كفرا أصلا؟
- لأن بعضهم كفره بها لعدم إنكاره.
 
5- هل المناداة للكافر ب"أخي" والشيخ منهم ب"حجي"، جائز؟
 
 
 * الجواب:
 
- بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلَاَةُ وَالسَّلَاَمُ عَلَى أَشْرَفِ الْمُرْسَلِينَ، نَبِيَّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ، وَعَلَى آله وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، أَمَّا بَعْدُ:
 
1/- كبار السن لا تذكر له الأدلة، بل نكتفي بذكر الأمثلة العقلية، مما يفهمون به المقصود؛ و تذكر مثلا أن هذا نهى الله عنه في القرآن.
 
- تتكلم مع العامي بالعامية، وتكرر له المسائل، وتعيد وتركز له على الأمور الكليّة والإسلام المجمل أولا، وتتابع معه في ما يلحق الأصل ..
 
- مثلاً: بعد دخول كبير السن الإسلام، وانقياده و قبوله الظاهر، تنظر فيما قد ينقض أصله فتكرره عليه مرارًا..فالمرأة الكبيرة مثلا عادة تكون في المطبخ، فتحذرها من لحوم المشركينَ، وتعظم لها ذلك، وهكذا ربما يأتيها ضيوف من العائلة أو غيرهم، فتحذرها من الترسل في المجلس و تركهم يتكلمون في الدين، أو الاستهزاء، وهكذا كبار السن يحبون مشاهدة التلفاز وفيه ما لا يخفاكم .. المهم تركز على ما يشبه هذا.
 
وما قد تستعمله مع الوالدة قد لا يستعمل هو نفسه مع الوالد، والعم والخال؛ وهكذا ...وهي فئة تحب (الأمور العملية) لا الكلام الكثير، ركز على الاعتناء بهم وأن يحبوك أكثر ويعتبرونك قدوة -والله الموفق والهادي-.
 
2/- ما ذكر في (الحالة الأولى حتى لو أكلوا مما يذبح أولئك وهم يقرون بحرمته وعدم حله)، فهذا كله من المعاصي ونوع موالاة ولكنهم لا يكفرون بذلك.
 
ولكن تنبهوا يا إخوة!
 
- كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يفرق في معاملته للمخطئين بحسب حال المخطئ وقوة إيمانه وعلمه، فقد يعامل أصحابه بنوع من العتب والهجر والشدة كما فعل مع بلال في لبس الخاتم ومع عبدالله بن عمرو بن العاص في لباسه، ولكنه في المقابل يبالغ في رفقه بالأعرابي وحديث العهد بالإسلام ويحتمل منهم ما لا يحتمل من غيرهم من أصحابه. 
 
ويروي عن حذيفة -رضي الله عنه- قوله( أنقص من ديني لديني)، وما تناسبه الشدة في وقت وحال قد يناسبه الرفق في حال آخر
 
فمع قلة الموحدين وغربتهم وما يعانونه من شدة وعنت فما يقع من بعضهم من تقصير ومعصية لشدة ضغط الواقع عليهم وضعفهم، فينبغي لنا مع شدة هذه الغربة وضغوط الحياة أن نسدد ونقارب وندعو لإخواننا هؤلاء ونناصحهم بين الحين والآخر برفق ولين، ونترفق بهم ونداريهم ولا نغلظ لهم خشية ما يتوقع من السوء الأكبر وردة الفعل والنتائج العكسية، ولابد أن نعلم أن إيمان الكثير من إخواننا أضعف من أن يقفوا مواقف الحزم والشدة -والله المستعان-
 
3/- الخلطة بضوابط، واجعل في نيتك أن ما تقوم به مما سنذكره في معاملتهم من وسائل الدعوة وتليين قلوبهم؛ ليكون لك الأجر بهذه الخلطة وأحسن لهم بقولك وفعلك وحسن خلقك والزيارة والرفق ولاسيما مع الأهل الأدنون (القربون) عموما وخاصة مع الوالدين من أهل الشرك ممن لم يحمل لواء العداء للإسلام.
 
← وهذا منصوص في آية 8 الممتحنة، قال الله تعالى﴿لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾.
 
وهي في واقعنا في بعض الأحوال أصبحت تشبه الضرورة، بشرط أن تخلوا الخلطة من المعصية، وعليك بالدعاء لهم بالهداية والرفق وحسن الخلق والهدية والصدقة.
 
- وأعلم أن الإسلام بفضل الله فيه من السماحة واليسر ما يبيح لنا ذلك وغيره، فهو بفضل الله لا عنت فيه ولا مشقة ولم نكلف مالا نطيق.
 
4/- ترك إنكار المنكر "الكفري" الذي سمعته أو رأيته عجزا أو خوفا مع إنكار المنكر بقلبك وعدم جلوسك في مكان الكفر ليس من "الكفر".
 
← قال الله تعالىٰ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [الأنعام: 68].
 
← وقال الله تعالىٰ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا﴾ [النساء: 140َ].
 
• وعدم إظهار وإعلان الدين والتوحيد مع إنكار المنكر بالقلب والتخفي بالدين في زمن الغربة مع عدم التلبس وعدم الجلوس في أماكن الكفر ليس من "الكفر" ولا يكفر بذلك إلا الخوارج، ومن كان يستخفي بدينه من الصحابة -رضي الله عنهم- في بداية الدعوة حجة في ذلك.
 
5/- ولا يقال أخي للكافر ولكن إن قالها فيقصد أخي في النسب البعيد ومن باب التقية فقط قد يجوز ذلك.
 
ولو استبدلها بكلمة "لو سمحت" فهذا الأصل.
 
- وكلمة "العم" للكافر قالها النبي ﷺ بشأن عمه أبي طالب؛ ولكن هذا للنسب الحقيقي، ولكن من قالها بمعنى كبير السن فكلمة حجي أقرب منها للجواز.
 
ولكن لو عودنا ألسنتنا كلمة "لو سمحت".
 
 وصلى الله وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه أجمعين.