آخرُ المواضيع

مَسْأَلَةُ أَرْكَانِ الإِيمَانِ






 
   
مَسْأَلَةُ أَرْكَانِ الإِيمَانِ
 
 
 ❍ السؤال:
 
 
💬 1- قَرَأْتُ في رِسالَةٍ في الِاعْتِقَادِ يَقول صاحِبُهَا في مَسْأَلَةِ أَرْكَانِ الإِيمَانِ ''أَنَّهَا مِنْ أَصْلِ الدّينِ وَلَا يُعْذَرُ جَاهِلُهَا''، ثُمَّ قَالَ ''أَنَّهَا لَيْسَتْ مَعْلُومَةً بِالْعَقْلِ''، فَكَيْف نَجْمَعُ بَيْنَ هَذَا وَذَاكَ؟

💬 2- تقَوْلُ المُرْجِئَة "الْإِيمَانُ قَوْلٌ بِلَا عَمَلٍ، وَهُوَ يَزِيدُ وَلَا يَنْقُصُ"، ما الأَدِلَّةُ النَّقْصِ في الإِيمَانِ والرَّد عليهم؟
 
 
 ❍ الجواب:
 
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلَاَةُ وَالسَّلَاَمُ عَلَى أَشْرَفِ الْمُرْسَلِينَ، نَبِيَّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ، وَعَلَى آله وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، أَمَّا بَعْدُ:
 
ج/1- أَوَّلًا: يجبُ أَنْ يُعْلَمَ أَنَّ أَصْلَ الدّينِ ليسَ مَحْصُورًا في ما هو مُدْرَكٌ بالعَقْلِ والفِطْرَة، بَلْ مِنْ أَصْلِ الدّينِ مَسائِلُ مَعْلُومَةٌ بِالخَبَرِ.
 
- مِنْ ذَلِكَ شَهَادَةُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله؛ ''أَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ''، فَشَهَادَةُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ (أنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله)، لا يَشُكُّ مُسلِمٌ أَنَّها مِنْ أَصْلِ الدّينِ وَلَكِنَّهَا مُدْرَكَةٌ بالخَبَرِ؛
 
← كما قَالَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فِيما رَواهُ عنهُ أَبُو هُريرةَ، أَنَّهُ قَالَ: ''وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ، وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ''(۱).
 
 ''لَا يَسْمَعُ بِي''، فَدَلَّ على أنّها مَسألَةٌ خَبرِيَّةٌ سَمْعِيَّةٌ، وهي مِنْ أَصْلِ الدِّينِ.
 
← كَما جاءَ في كِتابِ الحُجَّةِ(۲)؛ ''أصل الْإِيمَان شَهَادَةُ أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله،..''.
 
• هذه مَسْأَلَةٌ مَعْلومَةٌ واضِحَةٌ.
 
- الأمرُ الثَّاني: أركانُ الإيمانِ مِنْ أَصْلِ الدِّينِ؛ وفيها كذلكَ ما هوَ خَبَرِيٌّ وما هو عَقْلِيٌّ فِطْرِيّ:
 
 فمنَ العَقْلِيِّ(۳)؛ الْإِيمَانُ باللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، وبِرُبُوبِيَّتِهِ وأُلُوهِيَّتِه.
 
ومِنْ أركانِ الإيمانِ المُدْرَكَةُ بالخَبَرِ: الإيمانُ بِالمَلَائِكَة مَثَلًا مِنْ المَسائِلِ الخَبَرِيَّةِ.
 
• ولكِنَّ هذا التَّفْرِيق مِنْ جهةِ الإدرَاكِ، لكنْ مِن جهةِ مَرْتَبَتِهَا ومَنْزِلَتِهَا مِن الدِّينِ، فإنَّهَا جميعًا من أصلِ الدِّينِ، ولا يُعْذَرُ أحدٌ بِجَهْلِهَا.
 
 ”فأصْلُ الدِّينِ عندَ السَّلَفِ مُرَكَّبٌ مِمَّا هو مُدْرَكٌ بالعَقلِ والفِطْرَة، وما هو مُدْرَكٌ كذلك بالخَبَر، فَلَيْس مَحْصُورًا فِيمَا هُوَ مُدْرَكٌ بالعَقل
 
• والمُخَالِفُ في أَصْلِ الدِّينِ لا يَكونُ دائمًا كافرًا في أَيِّ مَسْأَلَةٍ؛ إذا قُلنا أنَّهُ خالفَ أَصلَ الدِّينِ يَكونُ بذلكَ كافرًا، لا؛ بَل نَنْظُرُ في المسْأَلَةِ ونَنْظُرُ في دَرَجَةِ المُخالَفَةِ، والمُخَالِفُ في أَصْلِ الدِّينِ إمَّا أَنْ يكونَ كَافِرًا وإمَّا أَنْ يكونََ مُبْتَدِعًا.
 
- وليسَ هذا كقَوْلِ الغُلَاةِ الَّذين يَجْعَلُونَ أَصْلَ الدِّينِ مُدْرَكًا بالعَقلِ مُطْلَقًا وكُلُّ مَنْ خَالَفَ مَسْأَلَةً مِنْ مَسَائِلِ أَصْلِ الدِّينِ يكونُ كافرًا .
 
• هذا غُلُوٌّ وَجَهلٌ أيضًا.

اخْتَلَفُوا فِي حدِّ الْعَقْلِ، وإنّما نَقِفُ حَيْثُ وَقَفَ أَهْلُ السُّنَّةِ قَالَ أَحْمَدُ -رَحِمهُ الله- فِي مَعْنَى العَقْل "العَقلُ غَرِيزَةٌ"(*).
 
- وَأَمَّا عَنْ حَقِيقَتِهِ -كما فِي كِتَابِ العدّة، وغيره- فَهُو ''مَخْلُوقٌ ''، وَمَنْ فَهِمَ كَلِمَة (مَخْلُوقٌ) أُزِيحَ عَنْه شُبُهَاتٌ كَثِيرَةٌ.
 
وَهِي أنّ لَه حَدًّا يَبْدَأ مِنْه، وحَدًّا يَنْتَهِي عِنْدَه.
 
- فَكَما أنّ البَصَرَ (مَخْلُوقٌ) ولهُ حَدٌّ يَبْدَأُ مِنهُ وحَدٌّ يَنْتَهِي إلَيْهِ، فَكذلِك أَمَرُ العَقْلِ.
 
العَبْدُ بِبَصَرِهِ لا يَرَى ما تحتَ جَفْنِهِ، ولا يَرَى مَسَافَةً بَعِيدَةً مُعَيَّنَةً، والعَبْدُ بِسَمْعِه لا يَسْمَعُ الدَّمَ في عُرُوقِهِ الَّتي تَمُرُّ على أُذُنَيْهِ، ولا يَسْمَعُ ما وَرَاءَ الجُدْرَانِ؛ وهـكَذا.
 
وَهَذَا ممّا يُسْتَدَلُّ بهِ على كَمالِ صِفَاتِ اللَّهِ، ونَقْصِ صِفَاتِ المَخْلُوقِينَ، وهوَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ بعبادِهِ.
 
- وَفِي الْعَقْلِيَّاتِ أَشْيَاءٌ يَشْتَرِكُ فِيهَا كلُّ الْخَلْقِ، كَالْعَدْلِ وَالْحَقِّ، وَالْخَيْرِ وَالْأَخْلَاقِ وَالظُّلْمِ، والأَضدادِ. . . إلَخ؛ وَفِيهِ مَا هُوَ مُوغِلٌ: وَهَذَا الموغلُ الْعَقْلِيّ، كُلَّمَا أَدْرَكَهُ الْإِنْسَانُ أَحَسَّ بِأَنَّهُ أَفْضَلُ مِنْ غَيْرِهِ (كمن يَسَبَحُ بَعِيدًا عَنْ النّاسِ، وَلَكِنَّهُ مَعَ إتْقَانِهِ السِّبَاحَةَ احْتِمَالُ غَرَقِهِ أَكــبَرُ).
 
وهذا المَبْحَثُ وغَيْرُهُ يُنْظَرُ فيهِ مِنْ جِهَتَيْنِ:
 
أ/- حَقِيقَةُ الْمُدْرَكِ العَقْلِيّ: فما كان عَقْلِيًّا مِنْ جِهَةِ إدْرَاكِه جَازَ الِاسْتِدْلَالُ بِالعَقْلِ على إثْبَاتِهِ.
 
ب/- حَقِيقَةُ الِاسْتِدْلَالِ بِهِ: وما كان (خَبريًّا) مِنْ جِهَةِ إدْرَاكِه جَازَ الِاسْتِدْلَالُ بِالعَقْلِ على إثْبَاتِهِ.
 
”ولكنّ أَهْلَّ السُّنَّةِ في ما كان (مُدْرَكًا بالعَقْلِ) وما كان (مُدْرَكًا بالخَبَر) يَسْتَدِلُّون بِالخَبَر والعَقْل؛ ويُقَدِّمـونَ الدَّليلَ الخبريَّ لِأجْل أَصْل (التّسليمِ)، ولأنّهم لا يُقَدِّمـونَ بَيْنَ يَدَيِّ اللَّهِ وَرَسُولِهِ شيئًا“
 
• وأمّا الْمُعْتَزِلَةُ، فَلِغُلُوِّهِم في العَقْلِ؛ يُقَدِّمـونَ الدَّلِيلَ الْعَقْلِيَّ ولَو كانَ مُتَوَهِّمًا على الخَبَرِيِّ، ولَوْ كان مَقْطُوعًا بهِ؛ فوَقَعُوا في الشِّركِ وتَرْكِ التَّنْزِيلِ، وتَنَكُبِهِم عَنْ أَصْلِ التَّسْليمِ.  
 
- ويَجبُ أن يُعْلَمَ كذلكَ أنَّ أصلَ الدِّينِ الَّذي يَتَنَاوَلُه السَّلَفُ وما ذَكَرُوهُ في كُتُبِ الِاعْتِقادِ وأُصُول الدِّيانَةِ، كُلُّ مَسْأَلَةٍ مِن المَسائِلِ الَّتي ذَكَرَها أَئِمَّةُ السُّنَّةِ في كُتُبِ أُصُولِ الِاعْتِقادِ وأُصُولِ السُّنَّةِ هي منْ أَصلِ الدِّينِ، فمَسائِلُ العُلُوِّ والصِّفَاتِ والإِيمَانِ والإرْجاءِ ومسائِلِ القَدَرِ وتَفْضِيلِ الصَّحَابَة وَغَيْرِ ذَلِكَ كُلُّهَا مِن أَصلِ الدِّينِ.
 
”ولَكِنْ ليسَتْ على دَرجةٍ واحدةٍ فمِنها ما يَكونُ المُخَالِفُ فيها كافرًا كمُنْكِرِ ''العُلُوِّ'' مثلًا(٤)، ومنها ما يُبدَّعُ فيها الْمُخَالِفُ كمَن ''يُخْرِجُ العَمَلَ مِنْ الإِيمانِ''؛ الإِيمانُ عندَ أهلِ السُّنَّةِ والجَمَاعَةِ مُرَكَّبٌ مِنْ أَجْزَاءٍ ثلاثَةٍ، هذا بِالنَّصِّ والإجْمَاعِ(٥)، مِن اعْتِقَادٍ وقَوْلٍ وعَمَلٍ بَعْضُ الطَّوَائِفِ تُخْرِجُ العَمَلَ هي ''المُرْجِئَةُ'' يُخْرِجُونَ العَمَلَ مِن الإِيمَانِ، والسَّلَفُ بِالإجْمَاعِ يُبَدِّعونَ ''المُرْجِئَة'' ويُكَفِّرُونَ غُلاتَهُم وهُم ''الجَهْمِيَّةُ'' في بابِ الإيمَانِ(٦)
 
- كذلكَ قَولُ ''القَدَرِيَّة غَيْرِ الغُلَاة'' فإنّهُ بِدْعَةٌ بإِجْمَاعِ المُسْلِمِينَ ولَيسَ بِكُفرٍ(٧)، مع أَنَّهُمْ يُخَالِفُونَ في أَصلٍ وهوَ ''بَابُ القَدَرِ''؛ الإيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ ومَلَائِكَتِهِ وكُتُبِهِ ورُسُلِهِ واليَوْمِ الآخِرِ وتُؤْمِنَ بِالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، فَمَع مُخَالَفَتِهِم لِهذا الرُّكْنِ الَّذي هُوَ مِنْ أَصلِ الدِّينِ إلَّا أَنَّ السَّلَفَ بَدَّعُوهُم ولم يُكَفِّروهُم.
 
• نَعَم؛ كَفَّرَ السَّلَفُ غُلَاتَهُم(۸)، غُلَاةُ القَدَرِيَّةِ الَّذينَ يُنْكِرُونَ العِلْمَ هَؤلاء كُفَّارٌ، ولَكِن أَصْلُ القَوْلِ بالقَدَرِ بِدْعَةٌ غَيْرُ مُكَفِّرَةٍ.
 
- لا إشْكالَ في ما ذَكَرَهُ صَاحِبُ هذهِ الرِّسالَةِ مِنْ أنَّ أركانَ الإيمَانِ مِنْ أَصْلِ الدِّينِ (ولَكِنَّها لَيْسَت مَعْلومَةً بالعَقلِ).
 
• هذا الإطْلَاقُ فيه خَطَأٌ وَقُصُورٌ في التَّعْبِيرِ؛ كانَ الأَوْلَى أَن يَقُولَ ''أَنَّهَا لَيْسَتْ جميعًا مُدْرَكَةً بالعَقْلِ''، فيها ما هُو مُدْرَكٌ بالعَقْلِ وفيها ما هُو مُدْرَكٌ بالخَبَرِ.
 
ج/2- الأَدِلَّةُ صَرِيحَةٌ بِشَأن "نَقْصِ الإِيمَانِ" وتَفَاوُتُ وَصْفِ الإِيمَانِ صَرِيحٌ في مَسْأَلَةِ إثْبَاتِ النَّقْصِ شَرْعًا ولُغَةً وعَقْلًا وعُرْفًا، وَكَوْنُ ضُلَّال "المُرجِئةِ" لَمْ يَرَوْا ذلكَ صَريحًا لِعَمَى بَصائِرِهِم.
 
• فَلَا يَجُوزُ مُتَابَعَتُهُم في ذلك والتَّسْلِيمُ لَهُمْ بذلكَ، والوَصْفُ الصَّرِيحُ يُؤْخَذُ مِمَّا تَعْرِفُه العَرَبُ مِنْ لِسَانِهَا وفَهْمِها.
 
”وهذا غَيْرُ مَحْصُورٍ بألفَاظٍ مُباشِرَةٍ في كُلِّ سِياقٍ، ومَنْ جَهْلِ "الجَهْمِيَّة" في مَسَائِلِهِم الَّتي خَالَفُوا بها عَدَمُ فَهْمِهِم لِحَقِيقَة لِسَانِ الْعَرَبِ، وَلِذَلِكَ ذَكَرَ الشَّافِعِيُّ -رَحِمَه الله- أن مِنْ أَسْبَابِ الْبِدَع «الجَهْلُ بِلِسَانِ العَرَبِ»“
 
ونَقْصُ الإِيمَانِ جاءَ في:
 
جَميعِ الرِّوَايَاتِ الَّتِي وَصَفَتْ إيمَانُ البَعْضِ بِـ"حَبَّةِ خَرْدَلٍ" و"ذَرَّةٍ":
 
-> أَخَرَجَ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ (91)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: "لَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ، وَلَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرِيَاءَ".
 
قَالَ الْبُخَارِيُّ: كِتَابٌ: الْإِيمَانُ | بَابُ زِيَادَةِ الْإِيمَانِ وَنُقْصَانِه.
 
-> وأَخْرَجَ فِي صَحِيحِهِ (44)، عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ شَعِيرَةٍ مِنْ خَيْرٍ، وَيَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ بُرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ، وَيَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ".
 
- قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: قَالَ أَبَانُ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا أَنَسٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مِنْ إِيمَانٍ" مَكَانَ "مِنْ خَيْرٍ".
 
-> أَخَرَجَ التِّرْمِذِيُّ فِي سُننِهِ (2598)، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "يُخْرَجُ مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنَ الْإِيمَانِ". قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَمَنْ شَكَّ فَلْيَقْرَأْ {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ}.
 
 • قَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
 
وَرِوَايَاتِ "أَضْعَفُ الْإِيمَانِ":
 
-> أَخَرَجَ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ (49) وأَبُو دَاوُدَ والتِّرْمِذِيُّ والنَّسَائِيُّ وابْنُ مَاجَهْ وأَحْمَدُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِي فِي قِصَّةِ مَرْوَان،َ قَالَ: أَمَّا هَذَا فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ".
 
وَرِوَايَاتِ "اختلاف النور" فِي القِيَامَةِ عَلَى الصِّرَاطِ وعِنْدَ دُخُولِ الجَنَّة:
 
-> أَخَرَجَ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ (195)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وحُذَيْفَةَ قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَجْمَعُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى النَّاسَ، فَيَقُومُ الْمُؤْمِنُونَ حَتَّى تُزْلَفَ لَهُمُ الْجَنَّةُ فَيَأْتُونَ آدَمَ، فَيَقُولُونَ: يَا أَبَانَا، اسْتَفْتِحْ لَنَا الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ: وَهَلْ أَخْرَجَكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَّا خَطِيئَةُ أَبِيكُمْ آدَمَ، لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِكَ، اذْهَبُوا إِلَى ابْنِي إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ، قَالَ: فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ : لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِكَ، إِنَّمَا كُنْتُ خَلِيلًا مِنْ وَرَاءَ وَرَاءَ، اعْمِدُوا إِلَى مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي كَلَّمَهُ اللَّهُ تَكْلِيمًا، فَيَأْتُونَ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَقُولُ: لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِكَ، اذْهَبُوا إِلَى عِيسَى كَلِمَةِ اللَّهِ وَرُوحِهِ، فَيَقُولُ عِيسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِكَ،
 
 فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَقُومُ، فَيُؤْذَنُ لَهُ، وَتُرْسَلُ الْأَمَانَةُ وَالرَّحِمُ، فَتَقُومَانِ جَنَبَتَيِ الصِّرَاطِ يَمِينًا وَشِمَالًا، 
 
فَيَمُرُّ أَوَّلُكُمْ كَالْبَرْقِ. قَالَ: قُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أَيُّ شَيْءٍ كَمَرِّ الْبَرْقِ؟ قَالَ: أَلَمْ تَرَوْا إِلَى الْبَرْقِ كَيْفَ يَمُرُّ وَيَرْجِعُ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ؟ ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيحِ، ثُمَّ كَمَرِّ الطَّيْرِ وَشَدِّ الرِّجَالِ، تَجْرِي بِهِمْ أَعْمَالُهُمْ وَنَبِيُّكُمْ قَائِمٌ عَلَى الصِّرَاطِ، يَقُولُ : رَبِّ، سَلِّمْ سَلِّمْ، حَتَّى تَعْجِزَ أَعْمَالُ الْعِبَادِ حَتَّى يَجِيءَ الرَّجُلُ، فَلَا يَسْتَطِيعُ السَّيْرَ إِلَّا زَحْفًا.
 
قَالَ: وَفِي حَافَتَيِ الصِّرَاطِ كَلَالِيبُ مُعَلَّقَةٌ مَأْمُورَةٌ بِأَخْذِ مَنْ أُمِرَتْ بِهِ، فَمَخْدُوشٌ نَاجٍ، وَمَكْدُوسٌ فِي النَّارِ، وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ، إِنَّ قَعْرَ جَهَنَّمَ لَسَبْعُونَ خَرِيفًا".
 
❍ قال الله تعالىٰ﴿يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ﴾{الحديد: 12}.
 
-> قال في الدر المنثور: أخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن الْمُنْذر عَن الْحسن فِي قَوْله: {يسْعَى نورهم بَين أَيْديهم} قَالَ: على الصِّرَاط حَتَّى يدخلُوا الْجنَّة.
 
- وَأخرج عبد بن حميد عَن ابْن مَسْعُود {يسْعَى نورهم بَين أَيْديهم} قَالَ: على الصِّرَاط.

- أخرج عبد الرَّزَّاق وَعبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر، عَن قَتَادَة فِي الْآيَة قَالَ: ذكر لنا أَن نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِن من الْمُؤمنِينَ يَوْم الْقِيَامَة من يضيء لَهُ نوره كَمَا بَين الْمَدِينَة إِلَى عدن أبين إِلَى صنعاء فدون ذَلِك حَتَّى أَن من الْمُؤمنِينَ من لَا يضيء لَهُ نوره إِلَّا مَوضِع قَدَمَيْهِ وَالنَّاس منَازِل بأعمالهم.
 
- وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَابْن مرْدَوَيْه وَالْحَاكِم وَصَححه،ُ عَن بن مَسْعُود فِي قَوْله: {يسْعَى نورهم بَين أَيْديهم} قَالَ: يُؤْتونَ نورهم على قدر أَعْمَالهم يَمرونَ على الصِّرَاط مِنْهُم من نوره مثل الْجَبَل وَمِنْهُم من نوره مثل النَّخْلَة وأدناهم نورا من نوره على إبهامه يطفأ مرّة ويقد أُخْرَى.
 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
۱- أخرجَهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ (153)، وأَحْمَدُ فِي مُسْنَدِه (8609).
 
۲- [كتاب الحجة في بيان المحجة لإسماعيل الأصبهاني| ج2 ص288].
 
 
* عَنْ أَحْمَدَ أَنَّهُ قَالَ: "العَقلُ غَرِيزَةٌ، وَالْحِكْمَة فِطْنَةٌ، وَالْعِلْم سَمَاعٌ، وَالرَّغْبَةُ فِي الدُّنْيَا هَوَى، وَالزُّهْدِ فِيهَا عَفافٌ".

- وَمَعْنَى قَوْلِهِ: غَرِيزَةٌ، أَنَّهُ خَلْقُ اللَّهِ تَعَالَى اِبتِداءً، وَلَيْس بِاكْتِسَابٍ لِلْعَبْدِ. خِلافًا لِمَا حُكِيَ عَنْ بَعْضِ الْفَلَاسِفَةِ: أَنَّه اكْتِسَابٌ. [كتاب العدة في أصول الفقه لأبي يعلى ابن الفراء| ص86].

٤- وقال حرب الكرماني في عقيدته التي نقل عليها إجماع أهل الحديث في عصره: "والجهمية أعداء الله: وهم الذين يزعمون أن القرآن مخلوق وأن الله لم يكلم موسى، وأن الله لا يتكلم، ولا يرى، ولا يعرف لله مكان، وليس لله عرش، ولا كرسي وكلام كثير أكره حكايته، وهم كفار زنادقة أعداء الله فاحذروهم".
 
← قال عُثمان بن سعِيدٍ الدَّارمِيِّ: ''وَكَيْفَ يَهْتَدِي بِشْرٌ لِلتَّوْحِيدِ، وَهُوَ لَا يَعْرِفُ مَكَانَ وَاجِدِهِ...'' [كتاب النقض على ''بِشْر'' المريسي ص42].
 
← قال عُثمان بن سعِيدٍ الدَّارمِيِّ: «نَاظَرَنِي رَجُلٌ بِبَغْداد، مُنَافِحًا عن هؤلاءِ الجهمية فَقَال لِي: بأيةِ حُجَّةٍ تُكَفِّرُونَ هؤلاءِ الجَهمية، وقَدْ نُهِىَ عَنْ إِكْفارِ أَهْلِ القِبْلَةِ؟ بِكِتَابٍ نَاطِقٍ تُكَفِّرُونَهُم؟ أَم بِأَثَرٍ، أَمْ بِإجماعٍ؟
 
فقلت: ما الجَهْمِيَّةُ عِندنَا مِنْ أَهْلِ القِبْلَةِ، ومَا نُكَفِّرُهُم إلا بِكتابٍ مَسْطُورٍ، وأَثَرٍ مَأْثُورٍ، وكُفْرٍ مَشْهُورٍ.
 
...ونُكَفِّرُهُم أيضًا؛ أنهم لا يدرون أين الله، ولا يصفونه بِأَيْنَ الله، واللهُ قد وصَفَ نَفْسَه بأين، ووصفه به الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم-.
 
فقال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه:5] {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام:18] و {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [آل عمران: 55] و {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل:50] {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ} [الملك:16]، ونحو هذا، فهذا كُلُّه وصفٌ بِأَيْنَ.
 
وَوَصَفَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَيْنَ، فَقَالَ لِلأَمَةِ السَّوْدَاءِ: أَيْنَ اللَّهُ؟ فَقَالَتْ: فِي السَّمَاءِ، قَالَ: مَنْ أَنَا؟ قَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: ''أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ''.
 
والجَهميةُ تَكْفُرُ بِهِ، وهذا أيضًا مِن واضِحِ كُفْرِهِم، والقُرآنُ كُلُّهُ يَنْطِقُ بِالرَّدِّ عَليهم، وهم يعلمون ذلك أو بعضهم، ولكن يُكَابِرونَ، ويُغَالِطُونَ الضُّعفاءَ..». [الرد على الجهمية بَابُ الاحْتِجَاجِ فِي إِكْفَارِ الجَهْمِيَّةِ/(ص179)].
 
← قال عبد الله بن أحمد في السنة (1110): حَدَّثَنِي عَبَّاسٌ، نا شَاذُّ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ وَقِيلَ لَهُ: "مَنِ الْجَهْمِيَّةُ؟ قَالَ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ الرَّحْمَنَ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى عَلَى خِلَافِ مَا تَقَرَّرَ فِي قُلُوبِ الْعَامَّةِ، فَهُوَ جَهْمِيٌّ ".
 
← قال أبو بكر الخلال في السنة (1691): أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو جَعْفَرٍ الدَّارِمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ خَارِجَةَ، يَقُولُ: ''الْجَهْمِيَّةُ كُفَّارٌ، بَلِّغُوا نِسَاءَهُمْ أَنَّهُنَّ طَوَالِقُ، وَأَنَّهُنَّ لَا يَحْلِلْنَ لِأَزْوَاجِهِنَّ، وَلَا تَعُودُوا مَرْضَاهُمْ، وَلَا تَشْهَدُوا جَنَائِزَهُمْ. ثُمَّ تَلَا: {طه مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} [طه: 2] إِلَى قَوْلِهِ: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5]، وَهَلْ يَكُونُ الِاسْتِوَاءُ إِلَّا بِجُلُوسٍ؟''.
 
← قال ابن بطة العكبريّ في الإبانة (ص7/137): ''وَأَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ، وَجَمِيعِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى عَرْشِهِ، فَوْقَ سَمَاوَاتِهِ بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ، وَعِلْمُهُ مُحِيطٌ بِجَمِيعِ خَلْقِهِ،..وَلَكِنَّ الْجَهْمِيَّ الْمُعْتَزِلِيَّ الْحُلُولِيَّ الْمَلْعُونَ يَتَصَامَمُ عَنْ هَذَا وَيُنْكِرُهُ''.  
 
← قال الْبُخَارِيُّ في خلق أفعال العبادِ (ص33): وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: ''مَنْ قَالَ إِنَّ اللَّهَ لَيْسَ عَلَى عَرْشِهِ فَهُوَ كَافِرٌ، وَمَنْ زَعَمَ إِنَّ اللَّهَ لَمْ يُكَلِّمَ مُوسَى فَهُوَ كَافِرٌ''.
 
٥- الإِيمانُ عندَ أهلِ السُّنَّةِ والجَمَاعَةِ مُرَكَّبٌ مِنْ أَجْزَاءٍ ثلاثَةٍ؛ مِن اعْتِقَادٍ وقَوْلٍ وعَمَل، هذا بِالنَّصِّ والإجْمَاعِ:
 
✹ من الكِتابِ:
 
❍ قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ۞ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ۞ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾ [الأنفال: 2 - 4].
 
- قَالَ عَبْدُ اللَّه ابْنُ أَحْمَدَ في السنة (818): قَالَ وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّ فُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ: قَرَأَ أَوَّلَ الْأَنْفَالِ حَتَّى بَلَغَ {أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [الأنفال: 4] ثُمَّ قَالَ حِينَ فَرَغَ: «إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ تُخْبِرُكَ أَنَّ الْإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ،..».
 
❍ قال الله تعالى: ﴿وَمَا أمروا إِلَّا ليعبدوا الله مُخلصين لَهُ الدّين حنفَاء ويقيموا الصَّلَاة ويؤتوا الزَّكَاة وَذَلِكَ دين الْقيمَة﴾ [البينة: 5].
 
- وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن عقيل قَالَ: قلت لِلزهْرِيِّ تَزْعُمُونَ أَن الصَّلَاة وَالزَّكَاة لَيْسَ من الإِيمان فَقَرَأَ {وَمَا أمروا إِلَّا ليعبدوا الله مُخلصين لَهُ الدّين حنفَاء ويقيموا الصَّلَاة ويؤتوا الزَّكَاة وَذَلِكَ دين الْقيمَة} ترى هَذَا من الإِيمان أم لَا.
 
- وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن عَطاء بن أبي رَبَاح أَنه قيل لَهُ: إِن قوما قَالُوا: إِن الصَّلَاة وَالزَّكَاة ليسَا من الدّين فَقَالَ: أَلَيْسَ يَقُول الله {وَمَا أمروا إِلَّا ليعبدوا الله مُخلصين لَهُ الدّين حنفَاء ويقيموا الصَّلَاة ويؤتوا الزَّكَاة وَذَلِكَ دين الْقيمَة} فَالصَّلَاة وَالزَّكَاة من الدّين. (الدر المنثور).
 
- وَأخرج أبو نعيم عَنِ الشَّافِعِيِّ، قَالَ: "مَا أَعْلَمُ فِي الرَّدِّ عَلَى الْمُرْجِئَةَ شَيْئًا أَقْوَى مِنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: 5]" [حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم الأصبهاني| ج9 ص115].
 
- وقَالَ عَبْدُ اللَّه ابْنُ أَحْمَدَ في السنة (818): «..وَوَصَفَ فُضَيْلٌ الْإِيمَانَ بِأَنَّهُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ وَقَرَأَ {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: 5]، 
 
فَقَدْ سَمَّى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ دِينًا قِيمَةً بِالْقَوْلِ وَالْعَمَلِ، فَالْقَوْلُ: الْإِقْرَارُ بِالتَّوْحِيدِ وَالشَّهَادَةُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَلَاغِ، وَالْعَمَلُ: أَدَاءُ الْفَرَائِضِ وَاجْتِنَابُ الْمَحَارِمِ، 
 
وَقَرَأَ {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا} [مريم: 55] وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} [الشورى: 13]
 
 فَالدِّينُ التَّصْدِيقُ بِالْعَمَلِ كَمَا وَصَفَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَكَمَا أَمَرَ أَنْبِيَاءَهُ وَرُسُلَهُ بِإِقَامَتِهِ: وَالتَّفَرُّقُ فِيهِ تَرْكُ الْعَمَلِ، وَالتَّفْرِيقُ بَيْنَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} [التوبة: 11] فَالتَّوْبَةُ مِنَ الشِّرْكِ جَعَلَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَوْلًا وَعَمَلًا بِإِقَامَةِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ،..».
 
❍ قال الله تَعَالَى﴿وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾[البقرة: 143].
 
- قال الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ: بَابٌ: الصَّلَاةُ مِنَ الْإِيمَانِ وَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمُ﴾، يَعْنِي صَلَاتَكُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ.
 
← أَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ (40): قَالَ زُهَيْرٌ: «حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ فِي حَدِيثِهِ هَذَا أَنَّهُ مَاتَ عَلَى الْقِبْلَةِ -قَبْلَ أَنْ تُحَوَّلَ- رِجَالٌ، وَقُتِلُوا فَلَمْ نَدْرِ مَا نَقُولُ فِيهِمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ}».
 
• وغيرها من الآي.
 
 ✹ من السُّنَّةِ:
 
❍ حديث وَفد عَبْدِ القَيْسِ عند البخاري (53)، ومسلم (17). من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما-.
 
- قَالَ ابْن عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما-: إِنَّ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ لَمَّا أَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،...فَأَمَرَهُمْ بِأَرْبَعٍ وَنَهَاهُمْ عَنْ أَرْبَعٍ: 
• أَمَرَهُمْ بِالْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَحْدَهُ،قَالَ: "أَتَدْرُونَ مَا الْإِيمَانُ بِاللَّهِ وَحْدَهُ؟"
- قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.
• قَالَ: "شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصِيَامُ رَمَضَانَ، وَأَنْ تُعْطُوا مِنَ الْمَغْنَمِ الْخُمُسَ". 
• وَنَهَاهُمْ عَنْ أَرْبَعٍ: عَنِ الْحَنْتَمِ، وَالدُّبَّاءِ، وَالنَّقِيرِ، وَالْمُزَفَّتِ، وَرُبَّمَا قَالَ: "الْمُقَيَّرِ". وَقَالَ: "احْفَظُوهُنَّ، وَأَخْبِرُوا بِهِنَّ مَنْ وَرَاءَكُمْ".
 
الْحَنْتَم: جِرار مدهونة خضر كانت تحمل الخمر فيها إلى المدينة، ثم اتُّسِع فيها فقيل للخزف كله حنتم.

الدُّبَّاء: الآنية من القرع اليابس وهي من الآنية التي يشتد الشراب بسرعة إذا وضع فيها ويسكر.

النَّقِير: أصل النخلة ينقر وسطه وينقع فيه الماء والتمر ليصير نبيذا مسكرا. 

الْمُقَيَّر: المطلي بالقار؛ وهو الزفت.
 
❍ أَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ (2475)، ومُسْلِمٌ (57)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ".
 
- قَالَ الفِرَبْرِيُّ: وَجَدْتُ بِخَطِّ أَبِي جَعْفَرٍ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: تَفْسِيرُهُ أَنْ يُنْزَعَ مِنْهُ يُرِيدُ ''الْإِيمَانَ''.
 
← أَخَرَجَ أَبُو بِكْرٍ بن أبي شيبة فِي الإيمان (71): قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ لِغِلْمَانِهِ يَدْعُو غُلَامًا غُلَامًا يَقُولُ: «أَلَا أُزَوِّجُكَ؟ مَا مِنْ عَبْدٍ يَزْنِي إِلَّا نَزَعَ اللَّهُ مِنْهُ نُورَ الْإِيمَانِ».
 
❍ أَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ (09)، ومُسْلِمٌ (35)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ، أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ» وَلَفْظُهُ لِمُسْلِمٍ.
 
❍ أَخَرَجَ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِه (12383)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: مَا خَطَبَنَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَّا قَالَ: "لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ".
 
- قال تعليقاً في (جامع العلوم والحكم) على ذلك: فَلَوْلَا أَنَّ تَرْكَ هَذِهِ الْكَبَائِرِ مِنْ مُسَمَّى الْإِيمَانِ، لَمَا انْتَفَى اسْمُ الْإِيمَانِ عَنْ مُرْتَكِبِ شَيْءٍ مِنْهَا؛ لِأَنَّ الِاسْمَ لَا يَنْتَفِى إِلَّا بِانْتِفَاءِ بَعْضِ أَرْكَانِ الْمُسَمَّى أَوْ وَاجِبَاتِهِ.
 
❍ أَخَرَجَ أبو داود فِي سُننِهِ (4681)، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ، وَأَعْطَى لِلَّهِ، وَمَنَعَ لِلَّهِ ؛ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ".
 
• وغيرها من الأحاديث.
 
✹ الإجْمَاعُ:
 
❍ الإمام الشافعي، ت: 204هـ.
 
- قَالَ الشَّافِعِيُّ -رَحِمَهُ اللَّه-ُ فِي كِتَابِ الْأُمِّ فِي بَابِ النِّيَّةِ فِي الصَّلَاةِ: نَحْتَجُّ بِأَنْ لَا تُجْزِئَ صَلَاةٌ إِلَّا بِنِيَّةٍ؛ لِحَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ» ثُمَّ قَالَ: ''وَكَانَ الْإِجْمَاعُ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِمَّنْ أَدْرَكْنَاهُمْ أَنَّ الْإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ وَنِيَّةٌ، لَا يُجْزِئُ وَاحِدٌ مِنَ الثَّلَاثَةِ بِالْآخَرِ''».[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي| رقم(1593)].
 
❍ الرَّازيـــان [أبو زرعة عبيد الله الرازي ت: 264 هـ، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ت: 277 هـ] -رحمهما الله- فيما نقلاهُ عن علماء الأمصارِ (حجازًا، وعراقا، ومصرًا، وشامًا، و يمنًا).
 
- قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ -رَحِمَهُ اللَّه-ُ: سَأَلْتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ مَذَاهِبِ أَهْلِ السُّنَّةِ فِي أُصُولِ الدِّينِ، وَمَا أَدْرَكَا عَلَيْهِ الْعُلَمَاءَ فِي جَمِيعِ الْأَمْصَارِ، وَمَا يَعْتَقِدَانِ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَا: "أَدْرَكْنَا الْعُلَمَاءَ فِي جَمِيعِ الْأَمْصَارِ حِجَازًا وَعِرَاقًا وَشَامًا وَيَمَنًا فَكَانَ مِنْ مَذْهَبِهِمُ: الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ، يَزِيدُ وَيَنْقُصُ،...» [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي| رقم(321)].
 
❍ مُحَمَّدُ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيّ، ت: 256 هـ.
 
- قال للالكائي: أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: ثنا خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْوَضَّاحَ، وَمَكِّيَّ بْنَ خَلَفِ بْنِ عَفَّانَ، قَالَا: سَمِعْنَا مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ، يَقُولُ: ''كَتَبْتُ عَنْ أَلْفِ نَفَرٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَزِيَادَةٍ وَلَمْ أَكْتُبْ إِلَّا عَمَّنْ قَالَ: الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ، وَلَمْ أَكْتُبْ عَمَّنْ قَالَ: الْإِيمَانُ قَوْلٌ''. [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي| رقم(1597)].
 
❍ أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الآجُرِّيُّ -رَحِمَهُ اللَّه-، ت: 360هـ،
 
- حيث قَالَ -رَحِمَهُ اللَّه-ُ:«..بَلْ نَقُولُ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ قَوْلًا يُوَافِقُ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةِ، وَعُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ لَا يُسْتَوْحَشُ مِنْ ذِكْرِهِمْ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهُمْ: إِنَّ الْإِيمَانَ مَعْرِفَةٌ بِالْقَلْبِ تَصْدِيقًا يَقِينًا، وَقَوْلٌ بِاللِّسَانِ، وَعَمَلٌ بِالْجَوَارِحِ، وَلَا يَكُونُ مُؤْمِنًا إِلَّا بِهَذِهِ الثَّلَاثَةِ، لَا يُجْزِئُ بَعْضُهَا عَنْ بَعْضٍ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى ذَلِكَ». [الشريعة للآجري| رقم(304)].
 

٦- قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ -رَحِمَهُ اللَّه-ُ: سَأَلْتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ مَذَاهِبِ أَهْلِ السُّنَّةِ فِي أُصُولِ الدِّينِ، وَمَا أَدْرَكَا عَلَيْهِ الْعُلَمَاءَ فِي جَمِيعِ الْأَمْصَارِ، وَمَا يَعْتَقِدَانِ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَا: "أَدْرَكْنَا الْعُلَمَاءَ فِي جَمِيعِ الْأَمْصَارِ حِجَازًا وَعِرَاقًا وَشَامًا وَيَمَنًا فَكَانَ مِنْ مَذْهَبِهِمُ:«..وَالْمُرْجِئَةُ مُبْتَدِعَةٌ ضُلَّالٌ،.. وَأَنَّ الْجَهْمِيَّةَ كُفَّارٌ،..». [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي| رقم(321)].
 
← قال عبد الله بن أحمد في السنة:
 
613- حَدَّثَنَا أَبِي، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ جَعْفَرٍ الْأَحْمَرِ، قَالَ: قَالَ مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ: «فِي شَيْءٍ لَا أَقُولُ كَمَا قَالَتِ الْمُرْجِئَةُ الضَّالَّةُ الْمُتْبَدِعَةُ».
 
692- حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ شُعْبَةَ: قَالَ لِشَرِيكٍ كَيْفَ لَا تُجِيزُ شَهَادَةَ الْمُرْجِئَةِ؟
• قَالَ: «كَيْفَ أُجِيزُ شَهَادَةَ قَوْمٍ يَزْعُمُونَ أَنَّ الصَّلَاةَ لَيْسَتْ مِنَ الْإِيمَانِ».
 
964- وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي هَارُونَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَنَّ أَبَا الْحَارِثِ حَدَّثَهُمْ، أَنَّهُ قَالَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: فَمَنْ قَالَ: الْإِيمَانُ قَوْلٌ؟
• قَالَ: "مَنْ قَالَ: الْإِيمَانُ قَوْلٌ، فَهُوَ مُرْجِئٌ"، 
- قَالَ: وَسُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَأَنَا أَسْمَعُ عَنِ الْإِرْجَاءِ مَا هُوَ؟
• قَالَ: "مَنْ قَالَ: الْإِيمَانُ قَوْلٌ، فَهُوَ مُرْجِئٌ. وَالسُّنَّةُ فِيهِ أَنْ تَقُولَ: الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ".
- وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قِيلَ لِابْنِ الْمُبَارَكِ: تَرَى الْإِرْجَاءَ؟
• قَالَ: "أَنَا أَقُولُ: الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ، وَكَيْفَ أَكُونُ مُرْجِئًا".
 
← قال أبو بكر بن الخلال في السنة:
 
1359- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ، قَالَ: «اجْتَمَعَ الضَّحَّاكُ الْمِشْرَقِيُّ، وَبُكَيْرٌ الطَّائِيُّ، وَمَيْسَرَةُ، وَأَبُو الْبَخْتَرِيِّ، فَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ الشَّهَادَةَ بِدْعَةٌ، وَالْبَرَاءَةَ بِدْعَةٌ، وَالْوَلَايَةَ بِدْعَةٌ، وَالْإِرْجَاءَ بِدْعَةٌ».
 
763- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو طَالِبٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ: الْبَرَاءَةُ بِدْعَةٌ، وَالْوَلَايَةُ بِدْعَةٌ، وَالشَّهَادَةُ بِدْعَةٌ؟ قَالَ: «الْبَرَاءَةُ أَنْ تَتَبَرَّأَ مِنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْوَلَايَةُ أَنْ تَتَوَلَّى بَعْضًا وَتَتْرُكَ بَعْضًا، وَالشَّهَادَةُ أَنْ تَشْهَدَ عَلَى أَحَدٍ أَنَّهُ فِي النَّارِ».
 
1773- أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبَّاسٌ الْوَرَّاقُ، قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعًا، يَقُولُ: "الْجَهْمِيَّةُ تَقُولُ: الْإِيمَانُ مَعْرِفَةٌ بِالْقَلْبِ، فَمَنْ قَالَ: الْإِيمَانُ مَعْرِفَةٌ بِالْقَلْبِ يُسْتَتَابُ، فَإِنْ تَابَ، وَإِلَّا ضُرِبَتْ عُنُقُهُ".
 
1594- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَصِيرُ، قَالَ: أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: نا الْحُمَيْدِيُّ، وَأُخْبِرْتُ أَنَّ نَاسًا يَقُولُونَ: "مَنْ أَقَرَّ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصَّوْمِ وَالْحَجِّ وَلَمْ يَفْعَلْ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا حَتَّى يَمُوتَ، أَوْ يُصَلِّي مُسْتَدْبِرَ الْقِبْلَةِ حَتَّى يَمُوتَ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، مَا لَمْ يَكُنْ جَاحِدًا إِذَا عَلِمَ أَنْ تَرْكَهُ ذَلِكَ. . إِذَا كَانَ يُقِرُّ بِالْفَرَائِضِ وَاسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ،
• فَقُلْتُ: هَذَا الْكُفْرُ الصُّرَاحُ وَخِلَافُ كِتَابِ اللَّهِ، وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِعْلِ الْمُسْلِمِينَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ} [البينة: 5]".
 
1595- أنا مُحَمَّدٌ، أنا عُثْمَانُ، نا حَنْبَلٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: «مَنْ قَالَ هَذَا، فَقَدْ كَفَرَ بِاللَّهِ وَرَدَّ عَلَى اللَّهِ أَمْرَهُ وَعَلَى الرَّسُولِ مَا جَاءَ بِهِ».
 
 
 
٧- ۸- قال الرَّازيـــان فيما نقلاهُ عن علماء الأمصارِ (حجازًا، وعراقا، ومصرًا، وشامًا، و يمنًا): «وَالْقَدَرِيَّةُ الْمُبْتَدِعَةُ ضُلَّالٌ، فَمَنْ أَنْكَرَ مِنْهُمْ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَعْلَمُ مَا لَمْ يَكُنْ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ فَهُوَ كَافِرٌ».
 
← قال عبد الله بن أحمد في السنة (835): سَمِعْتُ أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ، وَسَأَلَهُ عَلِيُّ بْنُ الْجَهْمِ عَنْ مَنْ قَالَ: بِالْقَدَرِ يَكُونُ كَافِرًا؟ قَالَ: "إِذَا جَحَدَ الْعِلْمَ، إِذَا قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَكُنْ عَالِمًا حَتَّى خَلَقَ عِلْمًا فَعَلِمَ فَجَحَدَ عِلْمَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَهُوَ كَافِرٌ".
 
- قال عبد الله(952): حَدَّثَنِي أَبِي، نا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي سَهْلٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، رَحِمَهُ اللَّهُ، فَقَالَ لِي: مَا تَرَى فِي هَؤُلَاءِ الْقَدَرِيَّةِ؟ قَالَ: قُلْتُ: «أَرَى أَنْ تَسْتَتِيبَهِمْ، فَإِنْ قَبِلُوا ذَلِكَ وَإِلَّا عَرَضْتَهُمْ عَلَى السَّيْفِ»، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: ذَلِكَ هُوَ الرَّأْيُ، قُلْتُ لِمَالِكٍ: فَمَا رَأْيُكَ أَنْتَ؟ قَالَ: «هُوَ رَأْيِي».
 
 
 
 وصلى الله وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه أجمعين.